شاهد القصيدة


 
أنا آخرُ الكائناتِ
ومن طافَ في محنة الشرقِ
حتى إذا ختمَ الناسُ أحزانهم
كان لي أن أمدَّ يدي باتجاه الحياةِ
وأقبضَ خيلَ القصيدةِ فجرا

وآخرُ من طافَ في رحلة العنكبوتِ
دمُ الكهفِ
حتى إذا ما تسنّى لنا
أن نرى سُنّة الريحِ تمشي
إلى أفقٍ لا يحدُّ الردى
قال أصغرُنا طاقةً في الرحيلِ:
أنا الأرجوان
وهذا اشتغالي على سيرة الحبّ
أبلى بلاء الخطى في الحياةِ
وعانق وجه الثرى

وآخرُ من عاد من رحلة الأرجوانِ
دمُ الشمسِ
حتى إذا ما رآنا جلوساً
أنا
والصدى
قامَ يمشي إلى قَدَحٍ طائشٍ في رحاب المدينةِ
أو في رحاب الكرى

وآخرُ من لَمَّ دمعَ العذارى إلى نجمةٍ
كان ماءُ الردى
هنا في رحاب المدى
وفي لازورد القبورِ إذا ما نَمَا في الحديقةِ
طائرُ أيامنا
وانشغلنا بأحلامنا عبر هذا المدى
قال أكبرُنا لُجّةً:
نحن خفضُ الجناحِ على أمّةٍ
لَمْ تَعُدْ أمّةً بعدَ هذا البكاءِ
وقد أسْكَرَتها الطبولُ

وما عاد في نارها حطبٌ طاعنٌ
غيْرَ أنَّ لها في القصيدةِ نبعٌ جميلُ



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x