أثر الرياح

أثر الرياح


 

 

مدنٌ مصغرةٌ هنا

وهناك بابٌ للقصيدةِ في السماءْ

مدنٌ مصغرةٌ أنا أرَّختُها بالشعرِ

كانت ترتوي من بيلسانِ

وجودِها خمراً، وتشهدُ

في الزوال مساءَها

 

مدنٌ مصغرةٌ هنا

وهناك سرٌّ في اغتراب الغيمْ

وهناك سرٌّ في الشقوق

وهناك سرٌّ في سكون الذات قبل المعرفةْ

فبأيِّ مفتاحٍ سأفتحُ باطنَ الريح العتيقةِ

والسماءُ حدودُ مرآتي

وبأيِّ تفاحٍ سألمحُ حاجتي

وأنا نسبتُ إلى يديَّ فضاءَها


سقطوا فرادى في مديح النهرِ

كانوا يختمونَ النهرَ بالموج الجميل

وحسبهم شجرٌ

على وجه المدينةِ قائماً 

وأميلُ كلَّ الميْلِ أفتحُ بالنشيد سماءَها


وَعَجِلتُ في أمري على أبوابها الدنيا

شهاباً ثاقباً

رجْماً لكلِّ فسيلةٍ في الشعر


وَعَجِلتُ في أمري إلى حيواتها المثلى

فكانت تربةً تروي على طول

المدى أحياءَها


وعَجِلتُ في أمري  إليك

تعلّلتْ ريحي بأمطار الحقيقةِ

منذ كان البدءُ

كان الموتُ مفتاحَ الطريق  إلى البدايةْ


وعجِلتُ في أمري إليكْ

ألبَسْتُ مرثاتي جنوني

وانسحبتُ إلى الخيال أعيدُ ترتيبَ اللغةْ

 

هل جُوبِه العشاقُ مثلي؟

هل نامَ عشبُ البيتِ؟

هل وجَدَ الغزالُ جنونَهُ؟

وعجِلتُ في أمري إليك

وليس الشعر يُنبتُ في الجحيم رواءَها

 

يَمَّمتُ صوبَ الريح

قلتُ، وقابضاً رئة الغيومِ، أدرْ

من الكأس البتولِ على الندامى ماءَها

ونفختُ في القصب اليباسِ

ولَمْ أر المِثلَ الذي لك قائماً

وصعدتُ كالريح العتيقةِ

كان طيرٌ فوق حبل الكرنفالِ وراءَها

 

وقبضتُ من أَثرِ الرياح غوايةً

إمَّا أريك وجوبَ هذا المنتهى

أو تشهَدنَّ الرعدَ ينزلُ قاصفاً أسماءها

 


المقال السابق تفاح المسافة
المقال التالي حارس الشعر

كُتب بواسطة:

مقالات أخرى قد تهمّك

  • حارس الشعر         إلى عبد الله رضوان طاف بالكأسِ قال المُغنّي: إذا نوِّم ال…
  • باب الضحى   وكان المُضيفُ يرمِّمُ بيتاً قديماً طوى الليلَ عن رسْمهِ وكنتُ الضريرَ الذي أمسكَ ا…
  • ماء الحكاية   صعدوا على ماء الحكايةِ بدّدوا وجه الغريبة في المساء وكنتُ ألمس حالنا فوق السرير ص…
  • باب الخوابي   -1- لنا بأسُ الحديدِ غوايةُ الجبل البعيدِ وحبُّ خيل الله لنا شَبَه المُشبَّهِ…

0 Comments: