حارس الشعر

حارس الشعر


 
      إلى عبد الله رضوان


طاف بالكأسِ

قال المُغنّي: إذا نوِّم الناسُ عنّي

فعينا بريدي كلامُ

طاف بالكأسِ في حانة الذكرياتِ

أجَبْناهُ فجراً على ما سَمِعْنا

فَرُدَّ الغبارُ عن الشعرِ

رُدَّ الزحامُ


منذ أن جسَّرَ الماءَ في البئر

مذ كان في بيتهِ بيتُ شعرٍ قديمٍ

تعدّى بهِ الناسُ أطيانهمْ

كان في جيبهِ خاتمُ الشعر

 

رؤيا الجديدِ من الصور الموحيةْ

منذ هذا النشيدِ الذي طاف بالكأسِ

في حالةٍ مُرْضيةْ

كان صحنُ المدى مُفرَغاً

والهواءُ يتيماً

ونصفُ الصدى كان صدَّاً يُضامُ

 

بعد قاع المدينةِ

سُرَّ الذي قد رأى

حالةً  من خزامى

رياحينَ مسحوبةً من يد الكائناتِ

أسيراً لأيامِنا

شاعراً قد تعدَّى أماكنهُ

وتشيم الشآمُ

 

بعد قاع المدينةِ

هل غادر البحرُ آياتهِ

واستراح الحَمامُ؟

 

بعد قاع المدينةِ

كان الفتى باتجاه القصيدةِ يسقي الجذورَ

ورضوانُ وقفاً على الشعر

كان يقيمُ الزهورَ على رِسلِها

كي يمرَّ السقاةُ على زهرةٍ

والسقاة صِيامُ


الذي أوَّلَ الشعرَ يأتي إلى مُهرةِ الشمسِ

يفتحُ باباً

فتسرح بين يديهِ الرئامُ

والذي أوَّلَ الشعرَ أعرفهُ

مثلَ نفْسي

ولو أنَّ بحراً تعدَّى عليهِ الجَهامُ

 

إنه الكرمُ الحاتميُّ

وسيفُ الصعاليك

حين المدى ألبَسَ الناسَ خوفاً

من الأغنياتِ، فناموا

 

رُدَّنا عن جريرتنا

فالصباحُ لهُ

والمدى

والغمامُ


لا ينامُ الحبيبُ

ولو أنَّ ليلاً تعدَّى

على نفْسهِ

لا ينامُ

 


المقال السابق أثر الرياح
المقال التالي باب الضحى

كُتب بواسطة:

مقالات أخرى قد تهمّك

  • باب الضحى   وكان المُضيفُ يرمِّمُ بيتاً قديماً طوى الليلَ عن رسْمهِ وكنتُ الضريرَ الذي أمسكَ ا…
  • باب الخوابي   -1- لنا بأسُ الحديدِ غوايةُ الجبل البعيدِ وحبُّ خيل الله لنا شَبَه المُشبَّهِ…
  • حارس الشعر         إلى عبد الله رضوان طاف بالكأسِ قال المُغنّي: إذا نوِّم ال…
  • ماء الحكاية   صعدوا على ماء الحكايةِ بدّدوا وجه الغريبة في المساء وكنتُ ألمس حالنا فوق السرير ص…

0 Comments: