قصائد أنثى الريح

قصائد أنثى الريح


إضاءة



كلما هزَّهُ الشوقُ في خافقيّ نبا
عند بوابة الملتقى
وانتحى جانباً
يضمر الآن شيئينْ
عكازاً مثمرةً  
ويدينْ

حقلهُ مشرعٌ للأماسي
كلما حاورته الليالي غفا
وارتمى فوق سجادةٍ للصلاة
هكذا
دون أيّ اتجاه


باتجاه سنبلتين



يجيءُ من عوالِم النجومْ
ويستحمُّ بالرؤى
وينعتُ الظلامَ بالجحيم
وحينما يراودُ الصحوَ
وقامة الغيوم
يهزُّ مرفقيهِ
باتجاه سنبلتينْ

ومتعباً يجيء
لعالمٍ بطيء
يكمِّمُ الأشياءَ في الطريق
علامةً للضيق
كتابةً على حجرْ
ويسقطُ الزّوارُ
في مدائن الضجرْ
فأنحني للطفلِ مرتينْ
لمّا يضجُّ من طفولة الصغرْ
وحينما يراودُ السماءَ مرةً 
لأنه انتصرْ

ويفهمُ النهار
بأنه سليل دوحةِ الوضوء
وأنه انتماءة الشريان
للأرضِ
للسماءِ
والشجرْ



مداخلة أولية للجرح



هربتُ نحوهُ
وقلتُ للتي تأخرتْ حكايةَ الرعاة
وقلتُ للحياة
تسلَّلتْ إلى مكامنِ الردى يداه
يحاولُ السقوطَ من لفافة الخبرْ
ينامُ أو لا ينام
لكنهُ الموتُ الذي أزعجتُهُ
يستحضرُ البشرْ

يكابر الجيرانُ بالضراءِ والسَّراء
وفي مزالقِ العراء
يفخِّخون الجسمَ بالموتى
وينكسرون
وحينما يرون
بأنَّ جسمي قابلٌ للصهر ينصهرون
وأنَّ قلبي قابلٌ للحبِّ
ينزلقون في متاهة السؤال

هل كان حلماً دافئاً
أم زوبعةْ؟
فتنجلي عن شمسِها عباءة العيون
وتنجلي عن كفِّها السجون
فيرتقيها سُلَّماً
وسُلَّما



أنثى الريح



تنحسر الشهوةُ فينا
ثمَّة أنثى تقطفُ إيقاعَ الصبرِ
وتهتفُ: يا أبتي
سِفْرُكَ آنيةٌ للغضب المتَّقدِ
على أرجاء البوح
يا أبتي
قد غيَّرَ أهلي نافذةَ الخشخاش
فانهض من قبركَ
جرِّدْ سيفَكَ، واقتلنا
قد غيَّرنا الطينَ
فصار الإسفلتُ أكنَّةَ هذا المدْخلْ
قد  غيَّرنا المنزلْ


جميزة الهواء



خشبةٌ بين نافذتينْ
جرَّها الوقتُ
ثمَّ انكسرْ
لأطلق أعصابَ قلبي
حواراً تسربلَ منهُ الحِمى
وانفجرْ
فكيف يكون انقضاضي
وكيف يكون السفرْ؟
جميزةً للهواء المطارد في قلبِ غزةْ
وكيف يكون انحباس الرؤى
عن مدار الخطرْ؟


وليال عشر



أصفادٌ ما بين مخيمنا والمنفى
وجيادٌ تحفرُ خارطةً للضراء وللسَّراء
وليالٍ عَشْرْ
أيقونةُ منزلنا فارغةٌ
والمقبرةُ الحَشْرْ

في يومٍ عربيٍّ
قلتُ أخاطرُ ليلاً
وأبثُّ الأرضَ نجوماً
وعلامةْ
هل قلتُ علامةْ؟
تسكنُ فوق سواعدِنا
وتهاجرُ بين الحصرِ
وبين الخصرْ
أو قلتُ يمامة جرحي
تمضي فوق الريح
أمْ قلتُ الهامة تصرخ
فوق القبرِ
اسقوني
اسقوني
كي يتوضَّأَ هذا …الثأرْ



المقال السابق
المقال التالي

كُتب بواسطة:

0 Comments: