الحَجز

 

          -1-

قلبي قد يلطمُهُ الحُزْنُ

ولكنْ لا يصرعُهُ النَّخاسونَ

على ساحاتِ الحربْ

          -2-

امرأةٌ

بلَّلها الشَّوقُ لرؤيةِ مَنْ غابَ

ليمتدَّ الشارعُ مِنْ فوهة الرَّشاشِ

إلى الوطن المسلوبْ

          -3-

باسمِ قوافي الشِّعرِ الرائجِ

عند الباعةِ

يوم صهيلِ القلبْ

أبحثُ عن أزهار الحُبْ!

          -4-

أجوبةُ الريحان تدلُّ عليّْ

تذكُرُ يوم رحيلي

كيف تراكضتِ الأشجارُ معي

          -5-

قلبي مسألةٌ

لا تقبلُ أجوبةً محدودةْ

قلبي مرحلةٌ

وقصيدةْ

تمتدُّ إليهِ غزالات الشوقِ

وتغلقُ كلَّ نوافذهِ الرؤيا

قلبي رايةُ امرأةٍ موقوتةْ

وجدائلُ لَمْ تنثرْها الريحُ

على ساحاتِ الدُّنيا

قلبي نصفُ حصانٍ

يخرجُ مِنْ بطن الحوتْ

والليلُ مرارتنا

حين يغنّي الصيادون

والبحرُ مدارُ ثريّا

          -6-

اشتدي

احتدي

امتدي

هذا زمنُ أبلهْ!

فيهِ النعشُ

وفيهِ الموتْ!

          -7-

وأحجُّ إليكِ ثلاثينَ نداءً

وأسابقُ وترَ الريحِ

فأشْفِقُ للصلصالِ الروحيِّ، وأتبعهُ

فيسافرُ في أقداحٍ

مِنْ ورق القيصومْ

          -8-

تتبعُني كلُّ أسرَّة مشفاي

اللغة المبنيّةُ للإعرابْ

مرآةُ القلبِ المغسولِ بماء الصفصافْ

أحذيةُ المشائينَ

وتتبعني عيناي

فأشفِقُ للغزلانِ

يُطاردُها الصيّادون

وأشفِقُ للحارةِ إذ تقفرُ مِنْ وقع خطاي

          -9-

أقبضُ أشعاري

بيدٍ خزَّ الخوفُ غلالتها

لتمرَّ الأكتافُ محُمَّلةً بالنرجسِ

تعتصرُ حكايتها

          -10-

السيِّدُ ألجَمَ وجهتها

فتخثَّرَ ينبوعُ حجارتها

السيِّدُ أوصدَ باباً دون دليلي

فتكاثر غيمُ الأفقِ كثيراً

فوق مطبّاتِ السَّهلِ

وما أقعى في الليل خيولي

السيِّدُ ألقى خطبتَهُ

فأتموا الحجزَ على الشاعرِ

خوفاً

مِنْ أنْ يدخلَ في غَيْبَةِ قومٍ

حجرتَها!!