أوقفني النذير وقال لي



تعبٌ مسائيٌّ، ولا أحتاج أن أتوسّلَ النومَ البعيدَ
فقد رماني الصحوُ في شَرَكٍ التذكّرِ، قلتُ أحملُ
لوحتي، وأدورُ في الصالون، علَّ خطوطَ هذا اللونِ
تأخذ من جفوني كلَّ ما حملتْهُ من تعبٍ مسائيٍّ
ولكني دخلتُ إلى حيث الأنيسة ترتوي من ماء
إيقاعي، فأوقفني النذيرُ وقال لي: لا توقظ المعنى
فقد حبستْهُ تحت ثيابها، فرجعتُ حيثُ قصيدتي
لكنها هربت من الشبّاكِ، أوقفها المساءُ، كأنّهُ
منذ التقينا مرّةً تحت الوغى، في بيتِ امرأةٍ
ويسكرها الحنينُ الحُرُّ
مرَّ على قصيدتيَ الأخيرةِ
جسّ فروتها ولصّ على زفافي
تعبٌ مسائيٌّ، ولكني أزوّجُ ما يزوّجُ للهواءِ من التذكّرِ
قلتُ أدفعني إلى حيث الأميرة خبأتْ قمصانها، فوجدتُ
حارسها القديمَ من البنفسج واقفاً، فدخلتُ لَمْ يتلعثم الماضي
ولَمْ ينمُ الغبارُ على الثياب، فكان أنْ نسيَ القوامَ، وقال لي
هل أنت من وجعٍ خرافي؟

تعبٌ مسائيٌّ، وكان يسوسني خَجلاً، لأتبعَ فضّة السهلِ الذي
سمّيتهُ حورانَ، أو سمَيتُهُ بابَ الشمالِ، وكان لي قطٌّ صغيرٌ
تاه في بريّة الأسماءِ، ما سمّيتهُ، لوجوبِ أن يبقى كما تبغي
القصيدةُ سهمَ أقنعةٍ أغيّرها، كما لو أنها من كوكبٍ، أرخى
جديلتهُ على الماضي، وعاد من الحكايةِ باتجاه قلادةٍ مقطوعةٍ
ما بين كفِّ السهلِ والأشجارِ
تعبٌ غريبٌ
يا حفيد الموج والأسرارِ
هل جئتنا
لتحكّ صبراً في فضاء وجودنا
أم جئتَ تابعُكَ القليلُ من المضافِ؟  

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x