دمُ الأمّ الفلسطيني



وتعدَّدَ المنفى
وبُرِّزَ وجهُ بيتِ الطينِ
فانحسرَ الحنينُ على مناخٍ مطمئنِّ الريحِ
نبّهني إلى مشكاتهِ الأولى
فعدتُ إلى دم الأمِّ الفلسطيني
لأصعدَ طاقةَ الحبِّ القريبِ من البنفسجِ
نحو روح الأرضِ
كان الموتُ مرجِعَنا إلى تهذيبِ سنبلةٍ
وكان الزيتُ في الزيتونِ
يشعلُ خلف دكان الصّدى نصفَ الأيائلِ
عمّدوا قَدَري
بماءِ تناسخ الآتي مع الماضي
فسقتُ الأرضَ من نهدينِ
ملتصقينِ في نفْسي
وسقتُ تناسخ الأرواحِ
هامتْ مقلتي في ماء حطّينِ

هنا في الخيمةِ المُزجاةِ
شاهدتُ الفتى 
يحتارُ من حدِّ السكاكينِ
وشاهدتُ الفتى ينجو من الأملاحِ 
في المنفى
وينسفُ لوحَ هذا السِفْرِ
في نهرٍ تخطّى الهمَّ من حينٍ إلى حينِ
هنا شاهدتُ في الشّكوى 
بيارقَ في الطواحينِ
فعدتُ إلى دم الأمِّ الفلسطيني
لتأخذ حيرتي قلقي
وتُنمي غضبتي ورقي
وتنسفَ موجتي غرقي
وأسألُ حاجبَ الطرقِ
تُرى مَنَ مُخرِجُ الشّيَعَ الكثيرةَ 
من شراييني؟!!

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x