مثلث الأسماء

                 

-1-
هيَ لا تريدُ مِنَ اللغةْ
إلا خروجاً عن مرايا النصِّ
نحو سلالةٍ موصولةٍ
في بئرها

هيَ لا تشعُّ على القصيدةِ
غيرَ حاجتها
وَمَوْسِم حبرها

كم راودتها في القُرى نارٌ
وطالتْ مِنْ بريد اللونِ طابعَ صدرِها
ولكم تفتَّحَ لحنُ أغنيةٍ
على إيقاع غرفتها التي تُطوى
على جمرٍ تفتَّحَ تحت لسعةِ حرِّها

ما كنتُ أرسم فتنة الأنثى
ولَمْ أقرأ سوى حرفينِ
إذ خرجتْ من الخوف القصيدةُ
واستراحتْ تحت عقدةِ نحرها

هيَ ما رأيتُ مِنَ الجمالِ
وكان ينقُصني جمانةُ بحرها
وأنا الذي باعدتُ بين الحاجبينِ
وكنتُ أرغبُ في تملُّكِ سرِّها

-2-
هوَ لا يريدُ منَ اللغةْ
إلا خيالَ المسألةْ
هوَ فاتحٌ، أو طارقٌ ما ليس فيهِ
وعابرٌ موجَ الخروجِ مِنَ الحياة المهْمَلَةْ

كم علَّمَتْهُ الأرضُ أنْ يمشي
على العشبِ الذي لَمْ يُكْمِلَهْ
ولكم تمنَّى أنْ يدلَّ الريحَ أنْ تأتي
وأنْ تختارَ مِنْ رسمي
فضاءَ الجملة المتخيَّلةْ

ما كنتُ أرسم في القصيدة صاحبي
لكنني من فرط مرآتي عليَّ
دخلتُ بالمعنى مباشرةً
ولَمْ أدفع رياح البوصلةْ!

وأنا الذي باعدتُ بين الموجتينِ
وكنتُ أرغبُ بانكسار المقصلةْ
-3-
وأنا أريدُ مِنَ اللغةْ
أنثى
وحرفاً لَمْ يكنْ مُتَسَلِلاً
مِنْ طاقة المعنى
ورسماً طائراً مِنْ جسمِها

هو طائفٌ بكلامهِ
وهي التي لَمْ تحفظ المبنى
سوى من رسمها

هل كان يكفيني
لكي أكفي الفصيدةَ عالَمَاً
زمناً يغيب عن المكان
ولا حياة سوى المرايا
وأنا الذي ما نام عن رؤيا القصيدةِ
يوم غابَ بحرفهِ عن إسمها

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x