ومساحة التكوين بابُ


-1-
جمّلتها
فتجمّلتْ
واستأذنتْ رجلَ الخليفةِ
ما دعاني إذ دعوتُ الناسَ مُجتمعينَ
فانقسمَ الخصومُ عليَّ
مرّوا في كلامي كالنّسيء
وما أذِنتُ لواحدٍ يرعى الظلالَ
فأذَّنتْ بالناسِ
لا  واقٍ من الشبهِ القريبِ سوى أخي
وتركتُهُ يمشي كماء وضوئهِ في الماءِ
حاسبتُ الدليلَ على وضوئي
وانتشلتُ البحرَ من أمواجهِ الدنيا
وما انخفضَ الترابُ
-2-
جمّلتُها
فتجمّلتْ
من واقعٍ عدْلٍ، وأبكاها الغيابُ
فأذِنتُ للمعنى بأنْ تتكرّرَ الأسماءُ في أسمائهِ
الله من شمسٍ لها في نفسها
ما يكشف الولدُ العُقابُ

ما كان يعرِبُها بفعلٍ ناقصٍ أحدٌ
ولا أحدٌ سيخرجُ من متاهتِهِ
إذا يوماً تقصّدها الخرابُ

وتفطّرتْ للحبِّ امرأةٌ
وما مسح الغبارَ سوى حفيدٍ
كنتُ أتبعُهُ
ويتبعني
وأضحكُ إذ يبايعني
ويضحكُ إذ أبايعُهُ على لغةٍ
يُرَمَّزُ في معانيها الخطابُ

قد كان في لبِّ الدلالةِ
نصفُ ما يتلى من الشمس التي
تدنو من المعنى حياءً
ثمّ تقطُرُ في خيالِ الكونِ
والمعنى مُصفّى
والكواكبُ نصفُ ما نطقَ الكلامُ
من الكلامِ
وعينُ صقرٍ
والنعامةُ في الرمالِ
وأوّلي ما كان درّبَهُ الغرابُ

الله من شمسٍ
تَمرُّ على مرايا الريحِ بالغيم المعاكسِ
سوف يُقصى داخلي
إذ لا زمانَ لشاعر الذكرى يمرُّ
ولا من القوسِ الحجابُ

لا ماء في تموزَ
لا ثدياً يبيعُ الأرجوانُ أمام تكسُّرِ المعنى
ولا خَرَفاً تخرُّ على الدمقسِ
أصائلٌ ورقابُ


لا خوفَ من معنى
يريقُ الماءَ من حلماتهِ بدداً
ولا أحدٌ يثنّي بالكلام على الدليلِ
وكيف تدخلُ في المرايا صورتي
وتعيدني طفلاً
نما في طينهِ الولدُ العُقابُ
ومساحةُ التكوينِ بابُ
ليلى تعيدُ شبابها لوليمةٍ أخرى
ونصفُ الماءِ ما يتلى على الذكرى
وإن ذكروا دمي
مرّوا عليهِ كآيةٍ منسوخةٍ
حَذَراً من المعنى
ولَمْ يدفعْ بغير تناسخي البوّابُ

فتأمّلي ما يأملونَ من الذهابِ
إذا انتفى في الصبرِ من لدُني الذهابُ

ولقد أتيتُ إلى الغنيمةِ بالإيابِ
وسقتُ إيقاعَ الخطى للملحِ
سقتُ تراجِمَ المعنى إلى المتوسِّطِ الأبيضْ
لكي أمشي وحيداً لا يغافلني الضبابُ

هي منتهى شجري
وأهوى أنْ تفزَّ من المدى
أرجوحةٌ للطيرِ
أن تحظى برملِ غيابها
وتضجُّ بالقمر البعيدِ
ولا يفارق في الغناءِ لذيذ تفاحِ الجنونِ
إذا انتبهنا للقصيدةِ
وهيَ تزحفُ فوق كفِّ الأرضِ
لا  إيقاع للمعنى... ويسبقنا
ولا شجرٌ يصابُ

هي منتهى وصْلي
وكان الدمُّ يقفزُ من شراييني
ويسبقنا المعلمُ
والدليلُ إلى بقايا الخوفِ
من سكراتهِ
الأرضُ اليبابُ!!.



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x