جمّلتُها فتجمّلتْ



-1-
جمّلتُها
فتجمّلتْ
وأخذتُ من عنّابها لون القميصِ
ورحتُ أبحثُ عن خشوعِ النورس البحريِّ
رافقني دمي
وتركتُهُ ينأى على قَدَرٍ
وعدتُ إلى الخيامِ لعلّها
ألقتْ على رمل الشواطئ
ظلّها

جمّلتُها
فتجمّلتْ
ونسيتُ أنّي لَمْ أكنْ ورّاقها
فندبتُ جارتنا القتيلةَ
كي تخفِّفَ من ولوغِ الصقرِ في كأس الزمانِ
وقلتُ أدفنُ شكلها

جمّلتُها
فتجمّلتْ
وغفرتُ لامرأتي النعاسَ
وقلتُ أنزلُ من دمي
وأعيدُ للناياتِ يوماً حقلها
لكنها لَمْ تدركِ المعنى
فقلتُ لعلّها
مثلي رأتْ في الليلِ كثباناً
من الكلماتِ
أو خطفتْ من الحاراتِ
شوقاً طفلها
جمّلتُها
فتجمّلتْ
وبكيتُ من وجعٍ
ضحكتُ
وقال لي جسدي الطريدُ:
أقِمْ على أرض الكتابةِ
للعذارى سهلها

ولعلّها
إنْ جمّلتْكَ أتتكَ بالنبأ العظيمِ
ففزتَ بالشفقِ البعيدِ
ورحتَ تعشقُ نخلها

-2-
تنأى الديارُ
وعلَّمتنا أن نقصَّ على الغريبِ دماً
من المعنى
وشمساً ليس يسترها الضبابُ
وأنتِ منها
أو عليها يومَ ذبحي

تنأى الديارُ فلا تنامي
أيْ فنامي بعد ترياقي وشطحي
واستعيذي من غبار الشمسِ
واحتلي كياني
ثمّ نامي
فالردى يمشي على الإيقاعِ
يوتِرُ في ضحى الإيقاعِ
عندكِ قلبها

هل كنتُ أسعى للقصيدةِ
حاملاً أنسابَها
وأمرُّ من جنبِ الفؤادِ
ولا أرى حَجَلاً
لأصعدَ تلّها

هل قاومتني حين قلتُ لصاحبي:
مرّتْ على قبري لتنجبَ نسلها
وأنا أجرِّبُ تحت طير السّردِ مسألةً
لأدخلَ في الكلامِ إلى البيوتِ
المترعاتِ دماً
وشمساً لا  تماري ظلّها

كم جمّلتني
وانتهتْ لقصيدةٍ في الأرضِ
قلتُ لها: نامي، ولَمْ تسمعْ ندائي
فانتبهتُ لدمعةٍ في السطرِ
قلتُ لأمّها: هزّي فؤادي
واستعيدي شمسَ معنايَ الحليم
وما تماسكَ من دم العصفورِ ليلاً
واستردّي شالها!!
-3-
جمّلتها
فتجمّلتْ
وبكيتُ لا  أنوي على سَفَرٍ
ولا  أنوي على فضِّ الغيومِ
فقد توارى النجمُ من ليلي
وزوّجَ ليلها

ولَمَمتُ غرّتها
هنا سَحَبَ الحبيبُ من الكتابةِ بعْلها
وتألّقَ المنفى
ولَمْ يدفع بريحانِ الصدى
ما شفَّ عن دمهِ
ولَمْ يصعد أراجيح الفتى
فاضطرَّ أنْ يُقْري القوافلَ نحلها


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x