حلم المأساة




في الصحراء الأولى 
للعطش الكونيِّ
رأيتُ السَّاحلَ ينحدرُ مِنَ القامةِ
نحو خواء الليلِ، ويمشي
يتبعُهُ في العادةِ ظلي
وينادي قافلة تعبرُ مِنْ جنبيهِ
إلى بوصلةٍ نامتْ خلف حوار الليلْ

يتشابكُ ظلي ويدي
ونسيرُ إلى أوَّل سيْلْ
وهناك نرى امرأةً 
تتجسَّدُ في ثوب الخيلْ
فنقيمُ لها الخيمةَ
بابُ الخيمةِ مِنْ قصب الهيلْ
نجلسُ في زاويةٍ مُعتمةٍ
ويرانا في الليلِ القلبُ
ويهجعُ قربَ مخدَّتنا
فنراهنُ أنَّ الليلةَ
لن يبسطَ خلوتهُ نجمُ سهيلْ

كلٌّ ينأى 
بعد نعاس العينِ إلى المرآةِ
فتنحدرُ القامةُ نحو خواء الليلِ
ونصابُ بِحُمّى الكلماتِ
أنا
ورفيقي ظلي
وامرأةٌ لَمْ تأخذْ بعضَ نعاس الوردِ
إلى المرآةْ

كلٌّ ينأى
والقلبُ وحيدٌ يترقَّبُ
أنْ تُخلي المخلاةُ مرارتَها
لدم مرَّ سريعاً في حلم المأساةْ
وأنا
ورفيقي ظلي
وامرأةٌ
ما زلنا نرقبُ في صحراء العطشِ الأولى
نجمَ سهيلْ  



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x