-1-
دمٌ من غزالٍ يصلي
على باب تلك المدينةْ
وظلٌّ يغازل روح الفيافي
ونفسي حوار القوافي
إذا اشتعل الرأس بالشيبِ
والأمنيات الكثيرةْ
ولو أنّ لي خيل روح طليقةْ
لأنزلتُ آية قلبي عليكم
ولو أن لي سرّ هذي الدفوف
لقلتُ الذي بيننا واحةٌ
من دماء القصيدةْ!
-2-
كثيراً
ولا ملح للجرح
هل قيّدوها وفاقوا
وذات غناءٍ
أعلنوا
أنها لَمْ تعدْ تحت هذا الأزيزِ تراقُ
فانزلوا
واكتبوا
أنّ ليلى أعادت مواثيقها
واستدارتْ
إلى لحمةٍ مع جميع النساء
وانزلوا
واكتبوا
أنَّ موتاً تداعى لهُ حارسٌ في المدينةِ
بعد الضحى طائرٌ وبراقُ
-3-
دمي الآن يستنفرُ الأغنيات
ويبحث عن سروةٍ في فضاء الغياب
دمي الآن بابُ الخيول
ومرضعةٌ قلدتها البلادُ
سريرة مَهد الطفولةْ
دمي الآن يحتدُّ أكثر من أيّ وقتٍ مضى
دمي الآن سرُّ الدخان الشفيف
فَمِن أين أبداُ؟
من كفر قاسمَ
أمْ من رحيق البنفسج
خلف انتصار الشقيفْ*!
-4-
تشجَّرَ قلبي
وكان لغزّةَ وقع الخطى
وكان فتاها يجرِّبُ نسف الرهان القصي
وكان لجفرا مذاقٌ لسفر الدخول
وكان الخوارج سرّاً
يعدّون صدر البراري لخفق الطبول
وكانت لغزة كلُّ النوازلِ
تعلن أنَّ الحجارة يوماً
ستطوي بحار الخوارج طيْ!
-4-
على حَجَرٍ
ترضع الأمُ طفلاً
ليصحو
وخلف المنازل تربض وردةْ
تعدُّ الحياةَ لِرَكْبٍ سيحملُ
روحَ النزال السخي
وخلف المنازلِ
تلقي الحواملُ نسغ المخاض البهي
وخلف انشطار السكون
ستبزغ شمس النبيْ!
-5-
فَمِنْ أين أنهي المتاهْ
من رقابٍ يجنّدها الحبُّ
أو من فضاء الصقور التي
لا تهادن ليلَ الغزاةْ
ومِنْ أين أنهي الصلاةْ
مِن الحقل يسقيهِ راعٍ
بما سوف يأتي
أو الطفل يسقيهِ ماء الحياة!
________
* وقعت معركة الشقيف بين عصابة المحتل الصهيوني
ومنظمة التحرير الفلسطينية
في 6 يونيو 1982 في قلعة الشقيف.
وكانت واحدة من أولى المعارك التي شهدتها
حرب لبنان 1982
0 Comments: