اللهاث القتيل

اللهاث القتيل


          -1-
وأُنقصُ حبلَ المودةِ قرطينِ
أُنقصُ نفْسي من الحيرةِ الذابلةْ
فيا جارتي في تمام اللهاث القتيلِ
توارى منَ القلب ثوبُ الندى
عابقاً بالكلام الحميم
لكي أشتهي سروةً
لَمْ تمتْ تحت قصف الرماد القليلِ

          -2-
أنا كنتُ صلصالها
آخر النافخين برملٍ عجول
أنا كنتُ أنتفُ ريشَ المرايا
لأكشفَ أسفارها
وما بين خلخالِ عيني وقلبي
أقمتُ السُّرى في نعوشي
ولكنَّ ثلجاً تراجع عن حلمهِ
واتَّكى فوق رأسي
أباح الصدى في جيوشي

ولي أن أردَّ انفلات الغيوم
إلى عتمةٍ في جذوع الشتات
ولي أن أردَّ الصدى
عن رتوشي

          -3-
وفينا الصدى
زئبقياً يذوبْ
إذا ما نبا السَفحُ عني منازلَهُ
في كؤوسٍ من الخمر
والملتقى
كالذي لا يفرَّ من الحلم
حتى يؤوبْ
          -4-
ولي دونهُ، هامساً بالردى،
غيمةٌ لا تشفّ سِوى ظاهراً بالحروبْ
يؤاخي بها السيفَ بالشعرِ
والشعرَ بالماء نفْساً حييّاً
على شارعٍ فضَّ أدراجه عتمةً
في مَهب الرياح

          -5-
وقالت: تعرَّى الشجرْ
وقالت: أنا كنتُ صلصالهُ
في غموض السفرْ
وقالت: تراخى
فهبَّتْ عناقيدُ روحي
ومالتْ إلى البيت ليلاً
فما كان لونُ الحقيقةِ غيرَ ابتهاج السراج
وما كان لي من سياج
أمزِّقُهُ  
ثمَّ أدنو إلى شرخةٍ في الممرْ
وقالت: ذهاباً إلى البحر
أرسى حضوري المطرْ
ولكنَّ شيئاً من الخوفِ
دلَّى إليَّ بغزلانهِ، فانكسرْ

          -6-
أبحتُ الصدى فرطَ كفِّي
وعكازُ جدي على حائطِ البيتِ
مسرجةٌ بالخرائط
وأمي التي لا تجزُّ رقابَ العصافير
مركونةٌ تحت سقف العريشِ
وتمحو عن الآخرين الذنوبا
وأمي التي لا تحبُّ البكاء كثيراً
أناختْ جداولها قرب صدري
وقالت: يشي الحبُّ  بي
إن أبحتُ الدروبا



المقال السابق
المقال التالي

كُتب بواسطة:

0 Comments: