كيمياء الماء



الماءُ أوّلُ عنصرٍ في الطينِ شكّلني
لِأوسمَ ذرة الأشياءِ بالختم العتيقِ
أُكَوِّر الكفَّ التي سمّيتها كفي
وأسقطها إلى بئرٍ معطّلةٍ
وأخرجها من الجسدِ الطريدِ
أقولُ يا أمي: أنا سببُ الخروجِ
وأوّل القتلى
ولي في كلّ ما يتلى
على أبنائيَ الماضينَ في الفوضى
علاماتٍ، وأعرفها
كما أحتالُ أن أضفي إليها من دم المعنى
وجوداً صاعداً من لحمة الريحِ التي درّبتها...
والماءُ أوّلُ عنصر في الطينِ كلّمني
وأرشدني إلى نفسي
لأنسى أنني حَملٌ صغيرٌ لا يرى في العشبِ
إلا بعض ما يتلى من الذكرى
وأرشدني إلى تلٍّ قديمٍ
كان مسرح للرعاةِ الطيّبين
فقلتُ أبني فوقَهُ قصرا

والماءُ أوّلُ غصّةٍ في الحلقِ
أرشدني إلى المرآةِ
كي أنسى بأن الطينَ يسبح في ظلال الشمسِ
كي يعرى
وشَرِبْتُهُ من كُوَّةٍ صُغرى

ولي أن أستردّ الأوكسجينَ من العيون السّودِ
أحلمَ بالمرايا السالكاتِ طريقها نحو انحرافي
والماءُ أوّلُهُ الخروجُ على الكفافِ
ولأنني ما قلتُ إلا مشهدَ الرؤيا
وما نعتَ المحبُّ من التذكّرِ
سوف أرجئ ثوبَ أحفادي القدامى
كي أجالسهم على الطرقاتِ
إن عادت معي الرؤيا إلى وجه التصوّفِ
- قفْ على المعنى، ولا تبخلْ
وإنْ جرّبتَ حورانَ الجديدَ
فقل سلاماً للخزامى

ولأنني في حوزة التكوين
أوقفني الكلامُ على بيان الناسِ
قلتُ أريدُ مملكةً من الشعراءِ والفوضى
ومملكةً من العنب اللذيذْ
لأنامَ في الكهف الذي في حوزة الأسماءِ
لا أُخلي الندامى
هي نقطةُ السّيلِ المُعنّى
كم تنادوْا مصبحين على خِرافي

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x