خُذْ شيئاً لصيقاً بالندى


ولنا تر انيمُ القبيلةِ بعد هذا الجهدِ
لا تُملي على الحرّاسِ شيئاً من تعدُّدِنا
فنحنُ روايةٌ ذهبت إلى الظلِّ
احترقنا في تفرُّدِنا
وما وسعتْ سعاتُ الكونِ
للصّخبِ المُكرَّرِ في حناجرنا
إذنْ لا تمسح المعنى من المبنى
ولا المبنى من المعنى
وخذْ شيئاً لصيقاً بالندى
مثلاً رذاذَ القِطْرِ
أسئلةَ الطيورِ
شِواءَ اللفظةِ الأولى لشوقِ الشوقِ
منشأةَ الغيومِ وقد رعاها البحرُ
إذ نفرتْ من الصّيادِ
صُوفَ القومِ إذ قاموا إلى الشيخِ
انتظرنا
وابتدرنا سلّة الطينِ
انكشفنا عن مرايانا
وناب الظلُّ عن شمس المكانِ
ولم يَقُمْ عن نفْسهِ أحدُ
...فأبتعدُ

أزرُّ النايَ من ثقبِ الردى حيناً
وحيناً يا ردى يقوى بيَ الأبدُ
...وأبتعدُ

كأني يا فتى حورانَ
أخطفُ شكلَ هذي الروحِ في المرآةِ
أنسخُهُا
أشكِّلُ غايتي من لونهِا حيناً
وحيناً لا فضاء للونهِا
لا شرخَ في المرآةِ تكسرُهُ
ولا امرأةً سيحتاجُ المُعلِّمُ
لا كلام يمرُّ مشتاقاً إلى لوح الحدائقِ
عابراً من فضّة التمكينِ
لا ولدُ
...وابتعدُ

أنادمُ في ضحى الحاجاتِ زوبعةً
...وأبتعدُ

أقارعُ موسماً في صحبة الرّمانِ
أختارُ القصيدةَ من تفرُّعِها
...وأبتعدُ

أقاربُ ماءَ عينِ البعدِ من ذاتي
وألبسُ جُبّتي في القربِ من مائي
...وأبتعدُ

لأني يا فتى حورانَ
وحدي صاحبي الجَلَدُ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x