وحدي أنا المرقوم بالحناء


وأظنُّ أني قد تناسلتُ الندى
وحدي لحورانَ الجميلَ
سكبتُ ماءَ العشقِ
فانفتحتْ أمامي صورةُ العشّاقِ
كانوا يفتحونَ البابَ قدّام البنفسجِ
يحملون الشمعَ للغزلِ المطاردِ
من عيون البيتِ
ينسلّونَ عن معنى التلصُّصِ
ثمّ لا ذئبٌ هنا في الكهفِ
يرعى ثوبَهُ
حيناً
ولا حرّاسُ
لا بابَ يقبضُ سطوة الإنسانِ
لا أجراسُ
وأظنُّ أني ما عزفتُ لشارع الذكرى
خطًى رعويةً
ما هيّأتْ أمّي لها قلباً
لتلقى فزعة الأطفالِ ينحدرونَ ليلاً
من مساءلةِ الحديثِ عن التوغّلِ داخل الأشياءِ
ما اكتنزتْ يدايَ حنينها
إلا لأجلِ الروحِ ينعشها النعاسُ

ولأجلِ هذا
كان يبني شقوة الأطفالِ
بعد رحيلهمْ ولدٌ هزبرٌ
عاشقٌ حوّاسُ

وأنا هنا
بعد انزلاقي من مكافحةِ التشرّدِ
أستعيرُ لها من المعنى فضاءً
من لَدُنْ فرحي
وأمشي ماشياً نحوي
وتصحبُ شأو ذاكرتي الحواسُ

وأنا هنا فرحٌ قديمٌ
ليس من عرجٍ
ويحنو خافضاً بوقَ النشيدِ لحاجة الأطفالِ
يندسّونَ في تأويلِ جنّيٍّ
أتى متربصاً بالماءِ
لا شوقاً
ولا خوفاً من المعنى
يفيضُ بحاجةِ الكرّاسِ
هذا النبعُ أوّلهُ الحواسُ

وكأنني ما اشتقتُ إلا للعذارى
هل يدُ الفوضى تدبُّ على الأرائكِ
هل قوايَ يخونها المتراسُ؟

وكأنني المَعنيّ بالفوضى
وسيقَ النايُ من ثقبِ الكلامِ
دخلتُ في الصّور القديمةِ
لا كلامَ سوى الإبرْ
ودخلتُ من مستنبتِ الفعلِ الأثرْ
فإذا أمرْ
قلبي سوادَ العينِ أن ينأى
إلى المَصْلِ المُعلَّقِ فوق رأس الريحِ
حاربهُ النعاسُ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x