البكاء الحميد


 
البكاءُ الحميدُ
على طللٍ واقعٍ في القصيدةِ
يسعى إلى أن يسوقَ الطبيعةَ
يوماً بصلصالِها
والبكاءُ الحميدُ الذي فرَّ من جفنِ أمي
تجلّى على وردةٍ في الغيومِ
وصبَّ على كأس وحدتها 
في المساء
تمائمَ أطفالِها

كأنَّ البكاءَ الحميدَ
أتى طارقاً بابها
من وراء سيوفٍ تغاضُ بأنصالِها
حيّرتني النهايةُ
أمشي إلى خاطفٍ لذة البوحِ
أم أنتهي لسؤالٍ عزيزٍ
وينهلُ في الحبِّ ماءَ زُلالِها

البكاءُ الحميدُ
يُكوِّرُ تحت القليل من الحزنِ
صمتاً طويلاً
يسوقُ الحديثَ إلى بحرها
ثمّ يندهُ في السرِّ جوعَ عيالِها

كأنّ البكاءَ الحميدَ يئنُّ
على حجرٍ طالعٍ من أنين رجالِها

حيّرتني البدايةُ من أوّل السطرِ
حتى إذا أثقلتني النهايةُ لذتُ بها
واشتعلت مع الوقتِ ليلاً
لأمشي معي
ولَمْ أنحدر مثلَ باقي النجومِ شيوعاً
لبسطِ خصالِها

البكاءُ الحميدُ على خدِّ أمي
مرايا تحزُّ الجبالَ
وإن مرّتِ الساقُ بالساقِ
في آخرِ العمرِ يوماً
تساقُ إلى حدثٍ طاعنٍ
في رحيل خيالِها

البكاءُ الحميدُ إذن
أتى من شمالِ المدينةِ
حتى يُرقِّقَ في الكشفِ
وجدَ ظلالِها


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x