إلى محمود
أبو حمّاد
-1-
ينهشُ القلبُ أسرارَهُ
ثمَّ يمضي إلى لوحةٍ في الرصيف الأخيرْ
والذي لا يرانا
يخفُّ إلى لحظةٍ فانيةْ
فأسألُ محمودَ
عن خِطَّةٍ للغسيلِ الذي حطَّهُ السّيلُ
مِنْ رحلةٍ حانيةْ
وأسألُ عن قوَّةِ الروحِ
هل في الكتابة تمضي
وهل في عيون المحبينَ
ما يمنعُ السِّرَّ عن بوحهِ؟
فيهزُّ قميصَ العراء
ويمضي إلى صورةٍ
لا تداهنُ كفَّ القصيدةِ
في الغَفوةِ النائيةْ
-2-
سِرْ إذا ما الفتى
قدَّ ثغراً أصابَ السَّحابْ
وأقِمْ بيننا
سُلَّماً
توَّجَتْهُ الحِرابْ!
-3-
إيهِ محمودُ
كلُّ الشوارعِ قد ضيَّعتْ أهلها
والمدى ضلَّ عن بوحهِ
والردى قلَّ ما يترجَّلْ!
-4-
كان في الدربِ طفلٌ
يوزِّع حلماً مُصفّى
وكانت تراقبهُ طفلةٌ في يديها الهدايا
وكانت مرايا تبيعُ لأنثى الحديقةِ
حلمَ الطفولةْ
وطفلٌ يلوِّحُ للموتِ في الشَّارع الجانبي
ساخِطاً مِنْ رعاةِ الرصاصِ
لَمْ يزرْهُ أحدْ
-5-
ليلةً كان في القلبِ
بعضُ مرارةْ
هزَّها الشِّعرُ
قالتْ: أساقِطُ ما هيَّأ الدربُ
إيهِ يا حبُّ ما جَمَّعَتْنا الصُّدفْ
لا، ولا جمّعتنا المدينةْ
-6-
- هل تريدُ الحدادْ؟
فكَّ أزرارَهُ وانزوى
- هل تريدُ العبادْ؟
قال ما لا أرى
- هل تريدُ السُّهادْ؟
راح في قفل هذا المدى
- هل تريدُ البلادْ؟
جاءهُ الحلمُ يسعى
وسعى مِنْ أواسطِ هذا الخرابْ
ملحُهُ أبيضٌ
صمتهُ أبيضٌ
فروةُ الشيخ بيضاء تخرجُ
مِنْ غير سوء
دمعهُ أبيضٌ
دربهُ ابيضٌ
انكشافُ الدماء على راحتيهِ
انتصارٌ وضوءْ
- هل تريدُ الوضوءْ؟
أرضُ حيفا إذا جئتُها الآنَ تخرجُ
بيضاءَ مِنْ صدر هذا النتوء!!
-7-
مرَّ شيخٌ بلا أغنيةْ
تيَّمتهُ أماني الأجاصْ
وهو الشيخُ لَم ينحنِ للزبدْ
فالتقى الشيخُ بالشيخِ
لكنَّهٌ لَم يرَ الموتَ يَبْتَعِدْ!
-8-
إيهِ محمودُ
والحلمُ يسعى على سدرة المنتهى
- هل ترى؟
قال، والدمعُ فكَّ مواسيرَ قلبي:
كفى!!
0 Comments: