قصيدة الخشخاش

 

          -1-

أقرُّ لفظَ الابتداء

وأعيشُ تحت الأرضِ ترفعُني السماءْ

قلبي نزيفُ الراحلينَ الداخلينَ إلى الضياء

ومدائنٌ للعشقِ، أسئلةٌ لمن ذهبوا

وعادوا في المساء

من شارع الأمواتِ

في الملكوتِ يبقى الطائرُ الأوحدْ

ويدي ربيعُ النبضِ

منسأةُ الشرايين التي تُرْعِدْ

ودمي رصيفُ الانتماء

          -2-

دَعْ سلَّمَ الأشياء يفضي للندى

دَعْ عرسَ أحلامي يُعيدُ الأغنياتْ

دَعْ عنكَ زَرْدَ القيد ينقعُ

في دوائرهِ الألَمْ

دَعْ عنكَ زوبعةً تجادلُ ظلَّ زوبعةٍ

وتمنحُهُ الصدى

          -3-

وجعٌ بإربدَ كان يومي

قبلَ أعوامٍ حواراً دون جدوى

وجعٌ على تلِّ المخيمِ

خلف زاويةٍ تجمِّعُ بعدنا الأطفالَ

كي يلهوا بأوراق الدراسةْ

          -4-

حبلٌ من الخشخاشِ

سيدةٌ تواردْنا عليها كالقطا

كانت تلاطفنا كثيراً 

كي نساهمَ بالرضاعةْ

في ليلةٍ

سقط الرصاصُ على جذوع الناسِ

ألَّفنا سويَّاً جوقةً للحرب

في ليلةٍ

كنا نراهن أنَّ قانونَ المناعةْ

ضدَّ تحوير المسافات القصيرةِ 

بين من ذهبوا

ومن فقدوا الكياسةْ

          -5-

قلبي نزيفُ الراح

في كأسٍ من الشعر المعتّق

تحت داليةٍ أضاعوها

وأيَّ فتىً أضاعوا

عصفورةٌ حملتْ جدائلها

فماتوا

          -6-

حبلٌ من الخشخاشِ

أرقبُ ما يسحُّ الكأسُ بعد الانتظارْ

وجعٌ من الإسفنجِ

بابٌ خاملٌ

ويصيرُ درعاً للخروج من الحصارْ

حمَّى بأرض الحربِ

أسبابٌ تغيِّرُ ما يجيءُ

بهِ الدمارْ

          -7-

يا سيدي

عن ظهر قلبٍ كان أستاذي يقول:

إنَّ الجراحَ منازلُ الشعراءْ

وبأنَّ أرضَ الحبِّ تنجبُ أنبياءْ