هنا كان أمسي متاحاً لزواره


هنا كان أمسي متاحاً لزواره


-1-
تحطُّ الطيورُ
على ثوبنا بالغناء الحليم
فأعلمُ ما لا سيعلمُ هذا الخداجُ
وأعلمُ ما لا يبوحُ به الشعرُ ليلاً
يكونُ على ساحةٍ
نصف سكانها فاعلٌ
والرمادُ غبارٌ قديمٌ
إذن سوف أُسْنِدُ ما لا يراه الزجاجُ
وأحسبهُ آيلاً للسقوط

... جارتي لا تريد انزياحا
ولا ترعوي
هي الخوف من عارضٍ في الجوار 
إذا حامت الطائراتُ
وكنتُ
فكانت
وكانت
فكنتُ الخيال المسمّى
وأنهض من سَكْرَةٍ
حالها أنني من بلادٍ
إذا التفت الساقُ بالساقِ
سيق الندى
واحتفى بالمسمّى

وأنهضُ من سَكْرَةٍ
علّني لا أفضّ اشتباك الحصى
في المرارة إذ توقظ الحرب يوماً
... هنا كان يُومي إليّ
السؤالُ ، الغريبُ... أتظمى؟!
أجيبُ: أبي مرّ فجراً
فأضحك، أبكى
وكانت طيورُ المخيم ترشقُ جيلاً
من الأرجوان
حنيناً 
وغيماً

-2-
هنا في مكان سحيق
الصعاليك شقّوا التراب
وناموا على إصبعي
الرعاةُ تجاذبهمْ سيدٌ في الخلاف
خلاف الذي قيل عنهم، وكانوا معي
الصلاةُ على وقتها في السجال معي
والحياةُ التي لا أراها تجانب نفسي
إذا قلتُ للموت مَهْلاً معي
الجنودُ الحيارى بورد العشيقات ليلاً
وكلُّ السكارى بأقداحنا
لا يردّون ليلاً
صدى ما رويتُ
لأن السكارى معي

... هنا
يفرقُ الأمرُ
لا تدخلي يا زنابقُ في مخدع الأرجوان
إذا كنتُ خلف الرماد
أرى أصبعي

-3-
وأدخلتُ نفسي إلى حزنها
وراقبتها عن سريري
تماماً
كما يفعل القلب عند الغروب اتّباعا
لأرفعها تربةً
تربةً
وشراعا

-4-
وأيلولُ خلو القصيدة فاض عن الموتِ
قلّب ما لا يقلّبُ من جمرةٍ تُوْمِضُ
ربما يسحبُ الشعرَ من غفلتي
ربما يجتلي ما يكِنُّ وما يُغمِضُ
وأيلولُ مفتاحنا للذهاب إلى الصقرِ يوماً
ومفتاحنا إن تبوأني حارسٌ مُغْرِضُ

-5-
لا أريد الذهاب إلى ساحةٍ
قد تحيك لنا غربةً في الخيال
وتسعى إلى نحلةٍ
وتطارد في حلمها سيدي الوردَ
يمتازُ فوق الحصى
هائماً وجسورا
فلتكن سيدي طافحاً بالندى
حاضراً يوم نمحي السطورا

-6-
جبالٌ من الأرجوان
يكوّمُها النَّسفُ في لحظةٍ
والرعاةُ كسالى
وفيضٌ من الزنزلخت يدبُّ على ساعدٍ
خانهُ ساعدٌ
وتعالى إلهٌ يعلمنا أن نمسّ النساء
ليصبحن بعد الضحى
في الشتات حبالى

-7-
إذن يا شبابيك
لا تفتحي روحنا للكسوف
أقيمي سماءً لها في الغناء مقامٌ طويل
لأدخلهُ في الحوانيت ليلاً
ولا عارضٌ في السكونِ
ولا سكرةٌ  كي أعوجَ على حانةٍ
خلفَ أسمائها خلوةٌ
والندى راحلُ
سندخلُ_ إن شاءنا الواجد الكاملُ_
فرادى، ومن كل جرحٍ
إلى بلدٍ جلّ عن طينه الغامض الشاملُ
نمير السواقي إذا باعدت شمسنا
عن تراب الهوى
والصدى ساحلُ

-8-
هنا في تلازم أهل القبورْ
هنا في عيون الحصى
من سماءٍ
وأحسبها أصبعاً من دمٍ
لا يثورْ
هنا في تعاظم هذى الأمورْ
هنا كان أمسي متاحاً
لزواره



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x