سقطتْ كلها في ظلالي


سقطتْ كلها في ظلالي


نقشتُ على الأرجوان
جلالَ الحقولْ
وكومتُ قلبي بنفْسي على السنديان
لأنجزَ حلمي كما أشتهي
لا كما يشتهي الناسُ
أو حارسُ الموت بعد الرحيلْ
كما أشتهي
ثم أدنو من القوس
قوسُ الشتاتِ هنا غارقٌ
في النحولْ

بأرض الخيال المقفّى

أبيتُ وحيداً
ولا أدّعي ما أقولْ
لها أن تقولْ
بأني تركتُ الرياح الكسولةَ
_ حال وجدتُ ظلال الخطى
في يديها
وحال وجدت الندى –
لا تشي بالذبولْ

لها أن تقولْ
بأني أجزتُ لها ساعةَ الصمتِ
بينا يُنزّلُ من غيمة القوسِ
قوسُ النخيلْ

لها أن تقول
بأني وحيد مراراتها
لَمْ أعد في المرايا
فكيف تبنّتْ هنا مذبحَ الصقر ليلاً
وما عاد في الشمس بوحُ هديلْ

دعاني لأعقل ما مرَّ بعدي
هنا في مرايا الرعاة
ولَمْ يك قط رأى من ثنايا غدي
ما يرى نائمٌ في مساء قتيلْ
دعاني لأعقل ما مرَّ بعدي من الممكنات
وطار به صاحبي بعد ليل طويلْ

هنا حاجة الأرجوان إلى ظلهِ
حين تنأى القناديل ليلاً
إلى ما وراء الحقولِ
هنا رقصة الظل في الشمسِ
روحُ القصيدةِ تنهل ماءَ الخطى
في البراري
وتشعلُ رأسَ الجبال رعاةً
تخطوا الردى في نهاري
وتهطل هذي القصيدةُ فوق مرايا الحياةِ
فأسعى إلى أن أحدِّدَ حلمي بنفْسي
إذا ما فقدتُ على باب نومي السبيلْ

أنا بين هذا وهذا
رميتُ المرايا مكسَّرةً
تحت سطوة خوفي
وكان هناك على تلة الموتِ
سيلٌ من الأرجوان تخطى السيولْ

وكنتُ أداري الرعاة
يقيمون حفل السراب إذا عطشوا
أنا بين هذا وهذا
رأيتُ الذين مشوا
على الخوف خوفاً من الريح
كان صدى ما رأيتُ دماً خافتاً
في الفصولْ
وفي جلبة الصوتِ كان الصدى عارياً
من ثياب السيولْ

سلوتُ الحياةَ
لأعبرَ شكلَ الخطاب
وأَشْرعتُ باباً من السنديان
لينهار جسرُ الحداة على ظمأٍ ناقصٍ
غير أني حفلتُ بمائدة الظل
في الشمس
هذا أنا عاشق الأرجوان الظليلْ

تجاهلتُ رمحاً أصاب الخطى
عند باب الردى
واتقى ظل قلبي بكاسي
وفاض دموعاً من الزنزلخت
وصبَّ على ناي حلمي
رياح الذهولْ
تجاهلتُ حتى نَمَا فوق جفني
نهار عجولْ
وصافح نهر الحداة الذين أشاعوا منامي
... سوايَ الذي أوّلَ الحلم
هذا أنا
بين هذا
وهذا
لهذا فقدتُ الصدى في الطبولْ

وموّهتُ دمع المنازلِ
حتى إذا عدتُ يوماً إلى الحلم وحدي
أرى ما يرى عارفٌ
في
مرايا
الرسولْ!

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x