قصائد لا تحتفي بالعدد



سأدخلُ منْ باحة الموتِ نحوكَ
أُقصي النَّدى
عن أصابعَ لا تحتفي بالعَدَدْ!
لأقطفَ وردَ أبي حين تحبو يداهُ
على خامة الشِّعرِ بعدكَ
إذ لا تغني لمعنى الجَسَدْ!

سأدخلُ في جبَّة الموتِ
حتى إذا نَفَرَ الشَّعرُ منهُ
توازى معَ الدهشةِ البكْرِ
إذ لا هناك صدىً عالقٌ
بالأبَدْ
سأدخلُ منْ باحة الشِّعرِ
حتى أحدّدَ أسماء منْ لوَّنوا
شَكْلَهُ
ومحاسنَ أبنائهِ
إذ يسمّون وردَ الخطى طائراً
يكتوي بالنبيذِ
ولكنهُ يربكُ الكأسَ، لو أنهُ
طارَ منْ قفصِ الطينِ بعد الخطيئةِ
أو طاشَ مثلي على سَهمهِ
وابتَعَدْ!

طائرٌ ذو رياشٍ مُسَوَّمةٍ
باختصار المرايا التي حوَّرتهُ على ذاتهِ
لَم يعدْ فائضاً بالأساطيرِ
إلا رياش دمٍ عند أنثى تؤرِّخ للحبِّ
هذا نشيدُ الرياشِ
ويمشي إلى جبلٍ في الخيالِ
وما مارسَ الخوفَ، لكنهُ
مرَّ بعد الصلاةِ على نفْسهِ
ثُمّ عاد إلى حانةٍ لا تضارعُ لحناً
فطاشَ على سَهم روحٍ سماويَّةٍ
قال: ضارعتُ نفْسي
فيا نفْسُ لا يجزعنَّكِ
ريحُ المسَدْ!

كما أننا لَم نجزْ طائراً في السماء
نَزَلْنا فرادى إلى باحة الموتِ
هذا خطابُ النبيذ الذي يُعْتَمَدْ

كما أننا لَم نفاوض أجسادَنا
أنْ تمرَّ على الموتِ عيناً ويَدْ
أتينا منازلَ أحلامنا
واستعَدْنا الجنوحَ إلى الأرضِ
نحن السَّويينَ بعد اجتراح المدَدْ
وأين الذي لَم يَنَمْ؟
يا نديمي هنا وهناكْ
كنتَ تظفرُ بالشِّعرِ في الكأسِ
تُدعى إلى حانةٍ لا يراها سواكْ
فخُذْ حاجتي منْ حمام الغوايةِ
كُنْ واثقاً منْ رضاكْ
لتظهرَ أرضُ المرايا
وتمنحَكَ الوجهَ
والشكلَ
خذْ فائضَ الحبِّ عند انزياح الحياةِ
نشيداً يضارعُ برقاً ورعَدْ!

يفورُ الخطابُ على صوتِنا
حين ننمو معَ اللازوردْ
هنا قد يعودُ إلى البحرِ أصلُ الغوايةِ
بين الرجوع إلى الأرضِ عطشى
وبين اقتراب الترابِ مِنَ النَّهاوَندْ
هنا قد تعودُ الأصابعُ عند التماس السَّريرِ
إذا نام نَهْدْ
ونحن الذين رأينا الحروبَ سماءً
لأحلامنا بين جزرٍ ومَدْ!
سندخلُ منْ جلَّنار المكانِ
إلى راية الموتِ
نغرقُ أكثرَ مما يلي النارَ
مِنْ حَطَب لا يُعَدْ

بدائيةٌ نارُنا في السُّؤال عن الجلَّنارِ
وحارقةٌ إنْ لَم يَصُنْها الصدى
إلى أيِّ جسرٍ عتيقٍ أراني أسوقُ الخطى
أنا المنتهى في دوائرَ
لَم تستطع أنْ تشكِّلَ في الموتِ
ناياً ووردْ!

تحمَّلتَ مثلي عقوقَ الحصى
ولَم ينفتحْ في سؤالكَ عني
خطابُ الذهابِ إلى سيرة المشهد الأزليِّ
ولَم تَصْطَفِ منْ عروقي نبيذَ الأبدْ

الخيولُ إذنْ لا تبوحُ بأسرارها
ولا تنحني منْ غبار الحسَدْ

أنا طاقةُ النسخ فيكَ
ولا بدَّ نسعى إلى فيضانِ الحياة معاً
إذا غيضَ أمسٌ بِغَدْ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x