ولأنّ إربد غادرت أبناءها



ولأنّ إربدَ غادرتْ أبناءها
وبكتْ على تلك الأغاني الحالماتِ
وجدتني وحدي بلا قيدٍ أغنّي
ولأنّني ما جئتُ من لحمٍ طريٍّ
للبلادِ رأيتُني
أحتلَّ ذاكرة النهارِ
ولأنها ما زوّجتْ ولداً عقيماً للغبارِ
أخفيتُ صُبّاري بحضني
ثمّ رحتُ إلى الحديقةِ بالسّياجِ
وقلتُ للأنثى استريحي
إذا ما غيّمتْ روحُ القصيدةِ
أمطرتْ شجراً تراثيّاً على المعنى
وعادتْ للخيولِ
تميسُ في رقصاتها خببا

بنا يا صاحبي نمشي إلى الأرضِ التي
ما أوسعتْ أبناءها عتبا
بنا بينا يمرُّ الأرجوانُ على الحديقةِ
أشتهي عِنبا
وأكادُ لا أحصي لهُ سببا
وأكادُ أنقشُ للرجولةِ ما تيسّرَ من دم الماضي
ولا أنسى له نسبا
وأظلُّ أطلبُهُ من التاريخِ إنسيّاً
كما في لوحةٍ خضراءَ
يحتكُّ الندى في خطّها الصوفيِّ
أو أمشي إلى الحاناتِ
يطلبُ صاحبي روحي

يا نايُ هل من لحظةٍ شمسيّةٍ
وتنامُ فوق ذراعي؟

الكستناءُ مقشّرٌ منذ التقينا
والسفوحُ خمائلٌ
والريح سيّدةُ المراعي

في أوّلِ الشطّ القريبِ من الرمالِ
تركتُ للإسفنج زهوتَهُ
ورحتُ إلى السنابلِ كي أقيمَ سماعي
ما كان يسمعني سوى ولدٍ خرافيّ
وقال لأمّهِ: نامي لأرضعَ من جديدٍ
ثورة الألم البعيدِ
فنامتْ الأمُّ الجميلةُ فوق سفح التلِّ
تحلمُ بالخروج عن القناعِ
وأنا الذي لَمْ يلتفتْ لحقيقة الإيقاعِ
فتركتُ أخطائي
وعدتُ إلى الوضوحِ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x