إلى أحمد الخطيب قصيدة للشاعر حسن بن عزيز بوشو




مكناس المغرب

أثملت روحي يا بهيّ بما سرى
من روحك الثملى إليّ سلافا

يا من دنانك لم تزل طوافة
بين الندامى لا تملّ طوافا

يا ساقيا أرواحنا يسمو بها
فوق الذرى لسمائه أطيافا

في أيّ خابية تعتق خمرة
حلّتْ تميل جموعنا أعطافا؟

**

هل أنت إلاّ غيث حبّ ماطر
حين اكتوتْ منا القلوب’ جفافا؟

أقبلت تسقي يا خصيب سهولنا
وهضابنا والبيد والأريافا

يا عاشق القيم الرفيعة راسما
للفن في منهاجه أهدافا

يا من زرعت الحبّ روضا نجتني
منه التآلف والجمال قطافا

وطمحت لو أن الإخاء أحاطنا
ليلفنا في برده ألفافا

يا من بشعرك تزدهي أحلامنا
ويشيع فينا دفؤه ألطافا

**

حياك من سوّاك طيرا صادحا
وبراك قلبا صافيا شفّافا

يبغي الحياة تلاحما وتراحما
ومحبة بين الورى وعفافا

فكأنّ ''سرّا''من نبوّة مرسل
أسرى إليك وفي جنانك طافا

فبرزْت تعلي للأخوّة خيمة
فينا ،وتفتل حبلها أليافا

وشرعت تدخلنا السفينة ،ناشرا
لشراعها،وتهيّئ’ المجدافا

وإذا الأحبّة حول نهجك تلتقي
وقلوبهم من وحيه تتصافي

وتتوق مثلك رغم أقدار النوى
لو''بالنفوس تآلفتْ''أحلافا

ولو انّ كل الخلق صاروا إخوة
تبغي الوفاء وتبغضُ الإخلافا

متراصفين على طريق واضح
لا جور يلحقهم ولا إجحافا

**

حلم بأعماق ابن آدم لم يزلْ
ويظلّ يسكن في القلوب شغافا

والغاب’ غاب حوله لمّا يزلْ
أقواه يقهر في الوجود ضعافا

و''الذئب ''يفترس الحمام،ويتّقي
ناب الأسود، ويرسم الأعرافا

ويعيث في الغابات غدرا لم يزل
من حولنا متكاثرا أصنافا

والعالم الموبوء جورا لا يني
يرضي اللئام ويسخط الأشرافا

لا شيء يؤذن بالصباح ولا سنى
في الأفْق يرفع للدجى أسجافا

وذوو المشاعر والرؤى بديارهم
في غربة، تحيا السنين عجافا

فجزاك ربي يا ''خطيب’''ممجّدا
أحياءهم متوخّيا إنصافا

تهديهم الباقات منك ،وتنتقي
متكرّما من بحرك الأصدافا



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x