في مثل هذا اليوم


لَمْ يمضِ وقتٌ حالكُ
صَبّارتانِ على سياج البيتِ
تذكارٌ
ومأوى للضباعِ
وحارةٌ تغفو على نسيانها
وطفولةٌ أولى
وصبرُكَ شائكُ

وجدوا على أثرِ النجومِ ملاذهمْ
والحلمُ إيقاعُ الولادةِ
إذ يجيءُ الطّلْقُ منفياً من الأرحامِ
والساعاتُ تُنفذُ وعدَها
لتمرَّ مثل الريحِ في رئة البيوتِ
وكلُّ شيءٍ لا صدى في أمرِهِ
يبدو جلياً من غموض النّفسِ
يا لغةَ النجومِ
وكلُّ شيء هالكُ

بَلعوا حكايتَهمْ
وجابوا الصّخرَ بالفوضى
ومدّوا لانتشالِ الفعلِ إيقاعاً
جديداً للقصيدةِ
لَمْ يئنّوا
لَمْ يَصرُّوا
إذ صدى أوقاتِهمْ خَجلٌ
وهمْ أربابُ هذا البوحِ، مرّوا
قبلَ هذا
والهوى نورٌ
وسعْيُكَ سالكُ
لو فتّحَ النُّوّارُ
لا يجدونَ ما يَخفى من الأشياءِ
في عرسِ الجبالِ
فدربُ هذا الماءِ كهربةُ الحقيقةِ
أنّةُ الإيقاعِ في عرس القصيدةِ
وانتشالُ الصبر من بئر الصدى
هَوَسُ الشريدِ
إذا تأنّى في المنازلِ مالكُ

ولأنّ زيتوني عتيقٌ
والنوايا صِبغةُ الأشجار في المنفى
ووحيُكَ مثلُ وحيِ النورِ عن عطشِ السهولِ
ينامُ، يسترعي القبائلَ كلّها
وينامُ، أو يمضي على مَهلٍ
ولو سُبُلٌ تراختْ عن كتاب الجائعينَ
وخرَّ في يدهِ المدى
ورضا البحارِ مسالكُ
ولأنَّ أغنيتي أسيرةُ حُلْمها
وأموتُ لو فُتحتْ على التأويلِ يا ولدي
فأسترضي الكتابةَ والسحابةَ
واكتنازَ الليلِ بالجنيِّ
يعبُرُ عن يدي طيفاً إلى الملكوتِ
يسرِفُ بالحلولِ
وما الحلولُ قصيدةٌ في نحرها
ما ليس يتركهُ رحيلٌ فاتكُ!!

أعييتني بعناقِ قافيةٍ
لِأَتركَ وجْدَها حبراً على بابِ النشيدِ
وهل أنا غيرُ المسيحِ إذا أتى مرضاً
ليهربَ من تغوُّلِ فِرقةٍ أولى
وينجوَ منْ نزولِ الشمسِ في صحنِ الديارِ
وليس ينأى
أو أنا أنأى
وأنتَ الماءُ في جسدِ المريضِ
وريحُ بيتكَ مسُّ جنيٍّ
ونبتةُ عاشقٍ
وهَبوبُ امرأةٍ سجى في الليلِ معناها
ولَمْ يرزحْ على حفرِ التماثيلِ الغريبةِ
إنّهُ الرَّعَويُّ يا ولدي
( فما أنتَ فاعلُ )؟
أو صاحبٌ بالجُنْبِ ينشُرُ ما يلينُ ولا يلينُ
وهل أنا وجدٌ على مفعولهِ المنصوبِ
في كَرَّاسِ أغنيتي
وهلْ معناكَ في معنايَ
أمْ ثوبُ الفتى إبَرٌ على خيطِ النسيجِ
تخيطُ لي مُدناً
فينجوَ منْ دم اللغةِ الغريرةِ
في النهايةِ ناسكُ؟!

أعييتني
وتركت أشيائي مبعثرةً
تنوحُ عليكَ
لا أَزَلٌ هنا يُغوي
ولا أرضٌ تضارعنا إذا ما جفَّ ضرعُ الشيءِ
في المعنى
وصار الغيمُ لي وطناً
أمرّنُهُ على كفّي
ليخرجَ طائعاً من أرضهِ وسمائهِ

خشبٌ على سعةِ الطريقِ
ترجّلتْ عنهُ المسامير البريئةُ
أو أتتْ لتمرّ في طينِ الخطى

أعييتني
وسعيتَ في ماء الندى للزهرِ
أو لخريفهِ الماضي على قَدَمِ الشِّراكِ
ورحتَ للمسعى
تمرُّ على يدينِ مِنَ اشْتِهاء العينِ
للبصرِ الحديدِ
ومنْ مزالِقِها التّجمعُ في البعيدِ
وفرصةٌ في آخرِ الإيقاعِ تربِطُ جهْرَها
لتضجّ في ليل الخلاصِ ممالكُ

وهناكَ في ذيلِ القصيدةِ
خِلتُ أنّ الروحَ يُقلِقُها الفصيحُ
وَمَنْ يصيحُ  على بياض الشمسِ
أنْ يرعى مصالحَهُ
وسُكّانَ الخيالِ
وغفوةً أولى لهذا الشاطئ المهجورِ
كنّا غارقينَ بشمسِ حورانَ
انتدبنا واحداً منا
فضجّ الوقتُ بالمزمارِ
هيّأنا لنا أهلاً
وعشباً فاتحاً لعبورِ ميقاتي
ذراعاً زعتريَّ الروحِ
ميلاداً لسهرتنا على شطب المعاني
كي نحدِّدَ ما نراهُ مناسباً
ولعلّنا نأسى على زمنٍ برى أوقاتهُ
في لحمنا خوفاً
ونحنُ على المِحجّة تاركٌ
أو ماسكُ

ورهنتُ أشيائي على أسبابها حرجاً
فزدتُكَ مثلَ هذا الفيضِ إشراقاً
على لغتينِ من جسدي مُفاضَلَةً
فهبَّ الليلُ في غاباتهِ
فغفتْ سلالِمُ  كيف أرفعُها
على شجرٍ قصيرٍ
كي تُطاولَ صبوة النجم الغرورِ
ولستُ أصحبُهُ على علّاتهِ
والصدرُ ملتحفٌ ثرى أوراقهِ
أو هاتكُ!!
أعييتني
لَمْ يمضِ وقتٌ حالكُ
فرأيتُني أمشي
وأقطعُ آخرَ الكلماتِ سرداً للمشيئةِ
والمدى في مثلِ هذا اليومِ
كانَ يُؤبّنُ الأشياءَ بالأسماءِ
والأنباءَ بالمعنى الذي هُوَ ضاحكُ!!

أعييتني
عينُ المُحبِّ على المُحبِّ قصيدةٌ
يا أيّها المُتهالكُ!




إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x