وجهان للمرآة




1- الطائر



الطائرُ ابتسمتْ لهُ أمٌّ
فدبَّ الصوتُ: يحيا العدلُ
يحيا الريشُ
تحيا الكائناتُ
ولَمْ يجدْ حَرَجْاً
بأن يُصغي لموجِ البحرِ
تحيا الأمّهاتُ
ولَمْ يجدْ عَزْماً
فراحَ إلى النبيذِ
وقالَ: من يرعى صواعي؟

الطائرُ ابتسمتْ لهُ
شمسُ الكلام على الحقيقةِ
فانتبهنا كيف عفَّ عن الفخاخِ
وغابَ في الجوِّ القريبِ من الغرابةِ
قالَ: فليحيا إذن روحُ الكتابةِ
فاستزيدي من رياش الحبِّ 
يا أمَّ المعاني
وانهضي من مُنجزِ المعنى
وإنْ خدعوكِ بالقفصِ المُعنّى
فاعذري طيري
أنا لونٌ منَ الطيرانِ
سوف الريشُ يحيا في قلاعي

الطائرُ ابتسمتْ لهُ الدنيا
وصبّتْ نارَ ضحكتها بعزمٍ من حديدِ ليِّنٍ
فترجّلي عن كأس صيّادي
الطائرُ انبعثَ الرّمادُ على يديهِ
فقام يسعى
قلت يسعى مثل فينيقِ البلادِ


2- صورة المرآة



وأقولُ للمرآةِ: لا تتحدّبي
هذا الفضاءُ مُعلَّقٌ بدم الكتابةِ
والنّواةُ سنابلٌ تعرى
ولو قَفَزَ المُحبُّ عن النوايا

لا شكَّ أنَّ تفتُّحي
يسعى إلى تفّاحهِ فتْحاً قريباً
فافتحي باباً
لنقرأ من لَدُنْهُ رؤى الوصايا

وأقول للمرآةِ: لا تتقعَّرُ المرآةُ صبراً
من بياتِ الصّبرِ
إذ تفضي إلى وردِ الصبايا

وأقولُ للمرآةِ: لا تتحطّمي
فدمُ الوصيّةِ في السؤالِ
تَقَعُّرُ الفوضى
إلى ماء الخيالِ يجرُّ في قلقٍ سبايا

وجهانِ للمرآةِ يمتحنانِ
مثلي صورةَ المعنى
وينكفئانِ
لو رَقَمَ الزجاجُ
سوايا


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x