في الطرق إلى ثورة الأرض



          -1-
في الطريقِ إلى ثورة الأرض
حلّفتُ أمّي القتيلةَ أن لا تبوحَ بأسرار نفسي
وحلفتُها أنْ تقيم الولائمَ في آخرِ المهرجانِ
وأن تستردَّ الهواءَ لكأسي
وحلّفتُها أن تُمسّي على جارتي
في الطريقِ إلى ثورة الأرضِ
حتى إذا زارني عاشقٌ مُتأسّي
رأى ثورتي تستعيدُ القتالَ قليلاً
وتخبط عشواءَ صمتٍ بفأسي

في الطريقِ إلى بابها
لا أراهنُ حدْسي
ولا أستظلُّ بماء الحكايةِ
كانت هنا في الظهيرةِ تمشي
وتمشي هنا في المساءِ
وخلف الظلالِ الكئيبةِ كانت تمارس أُنسي
في الطريق إلى ثغرها
لا أريقُ سوادَ عيوني
ولا أنتهي منْ قرارةِ قوسي
وأنا الآنَ أنقشُ حرفي
لأنسى سذاجةَ رأسي

مرَّ بي طائرٌ فرَّ من ألفِ بابٍ
وهدهدني
يا أنا...
كيف ألغي مرارة حبْسي؟!!
وكيفَ أسوقُ يديَّ إلى عشّها المستريحِ
هناكَ بعيداً....
قريبٌ هو الظلُّ
هلْ طارحتْهُ الصّبايا حديثَ النجومِ
وهلْ فزَّ بأسي؟!!

وأنا الآنَ
لي شاهدٌ في الكلامِ
مفاتنُها
واختلافُ الصدى
والنحولُ
ولي شاهدٌ ذات إغماءةٍ
هيّئوا قصرها
فالفتى لَمْ يفقْ بعدُ من جرعةِ الخمرِ
ما عاد يحفى على أيِّ لُبسِ

أيّها الماءُ هل في الطريقِ إلى عُرسِها
شكّلتْ جّثّتي في مرايا النّسيبِ
حلاوة عُرسي؟!!
          -2-
وأعودُ إلى فاعلٍ
ما توسّطَ عمري
وأبني لسربِ الطيورِ أراجيحَ
من عتبٍ
وانتقادٍ
ورؤيا
وأغدو كماءٍ
خريريْ لديهِ منازلُ للأرجوانِ
وصدري تمائمُهُ من نبيذ الخصومةِ
أغدو شهيّا
وإنْ بدّلوا ناقتي بالرياحِ سأصبرُ
حتّى يضارعني في الصليلِ الأخيرِ
من المهرجانِ...، دمي
وانتظاري
وقوسُ الحياةِ
ونعناعُ أمّي
وقهوةُ أمري
لأسري قريباً من الجلّنارِ
وأخفي ترابَ احتضاري
ونصفَ يدٍ شاغلتْها البيوتُ
فأدرَكها صالحٌ في ثمود.

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x