سنتانِ من وجعٍ قصيرٍ


سنتانِ من وجعٍ قصيرٍ
حرّكا وجعي
ولا ألوي على هَجْرِ البلادِ
ولا أنا أنوي المكوثَ
رأيتُ القدسَ في مرآة دفترها العتيقِ
فقلتُ يا حدّادُ أينَ السّيفُ؟
بادرني بأسلحةٍ من النوع الخفيفِ
فقلتُ للبحر الخفيفِ
أراك في المقهى
هنالك حيثُ يجلسُ شاعرٌ مثلي
ويشربُ كأسَ داليةٍ المزاجِ
وقلتُ للفرجارِ خُذ درباً قديماً
وانهر السُّكانَ
لا تبقي على أحدٍ
ففي النسيانِ شكلُ الروح في المرآةِ
بادرني بأسلحةٍ من النوع الثقيلِ
فقلتُ للبحر المضارعِ:
لا تضارع غفوة الحرّاس في المقهى
وباغتْ نورسَ الماءِ
احتملْ وجع الحياة
وقلتُ للبحر المقاومِ: خُذْ طريقي
واتَّبعْ وجه الصلاة

ونسيتُ في البيتِ القراميدَ التي أشعلتها
فجراً بأسئلة الهواة
وهويّتي قلبي
أنا لَمْ أرفعِ السَّقفَ احتراماً للنحاة
وتركتهمْ خلفي يؤدّونَ الجبايةَ من رحيق النحلِ
قلتُ: لعلَّني
وحدي أغادرُ باتجاه الموتِ في بيروتَ
 قالت طفلةٌ مع أمِّها تمشي
هو شاعرٌ...
أو لستَ أنت مع الحياة؟!
طأطأتُ حدْسي
مرَّ عصفورٌ قديمٌ
قلتُ يشبهُ جُملةً رعويةً هيّأتُها
منذ التقينا خلف أغنيتينِ
قلتُ: لعلّها ولدتْ مع المعنى
على جبل الرّعاة
هو شاعرٌ
مسكتْ ضفائرها القصيدةُ...،
بحرها مقهى
ومرآةٌ لعيس الأرضِ في بحر الهزجْ
حَرجٌ تطاير من حَرجْ
هو شاعر...
أو لستُ تعرجُ في الغيابِ
وتقتفي أثراً لإيقاع الفرجْ
مدتْ يديها باتجاهي
قلتُ أسكَرُ من شفاهي
وانتبهتُ لطفلةٍ أخرى تنامُ
على سرير الخمر تقطفُ وردةً لحبيبها
وأنا كما قالت رياحُ الموجِ في الدانوبِ
سُكّاني عصافيرٌ على طين الورقْ

ودخلتُ
أجلسني صديقي قرب نافذة الغرق
معيَ الهواءُ
الأوكسجينُ
النارُ
والوزنُ الغريبُ
وقال لي: شاياً بنعناعٍ
فقلتُ: أجل!!
فأصرَّ ضحكتهُ بجيبِ صداقتي
والنادلُ الغربيُّ عاجلهُ الأجلْ

مسكتْ ضفائرها القصيدةُ
واستعاد النادلُ الغربيُّ وعيَ ثيابهِ
فالأخضرُ انطفأتْ ذؤابتهُ
جلستُ على الأريكةِ
قال صاحبنا: ألا من مُقْبِلٍ؟!
فأجبتُهُ: بابُ الأمل



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x