قلبي على ولدي


قلبي على ولدي
ويومي سِبْحةُ الأشياءِ في الغربالِ
حصّادٌ عليمٌ بالخريفِ
ونكبةِ الأسماءِ في كرّاس سيرتنا
فحيضي يا بلادُ لأنني المغمورُ بالفوضى 
وشوكةِ حاملِ الدّيجورِ

قلبي على ولدي
فميدي الآنَ إيقاعاً على عزف الطريقِ
وقلِّلي من ربكة المنفى
... لأشفى
من هواء الشارع المأزومِ بالأخطارِ
شدّيني إلى الأشجارِ
كالعفريتِ يسكنُ سرّهُ الأصفى
وخيطي الثوبَ وانكشفي على جسدي
لأقولَ: يا ولدي...!
.../ لم يشهد المأساةَ أبناءُ القبائلِ
إنما صُرعوا لغيبتهِ
وناجوا قُبّة المعنى
لتهدأ في خيالِ السُّورِ

قلبي على ولدي
وقال النقصُ في الأشياءِ
المرويُّ عن صوفية الأسماءِ
_ والأشياءُ سُكَّرُها
ومعدنُها اختلاسُ الناي عنْ ظهرِ المقامِ
إذا تقلّصَ في الحقيقةِ كلّها_:
ما لا أريدُ من الغرابةِ
أنْ ينام المصلحونَ عن الشوارعِ
وانهيارِ التلِّ عنْ رسم ذاكرةِ البنفسجِ
وانشغالِ الناسِ بالبُسُطِ القديمةِ
والرسومِ على جدار الخوفِ.../،
قال النقصُ في الأشياءِ: تُشبِهُني القصائدُ
في توسُّعها
ويشبهُني الندى ما بين زرقتهِ
وإيلافِ الكلامِ على شفاه النائمينَ
وسرّهِ الموقوفِ في التذكيرِ

وجعلتُ من نسيانِها شجراً
لأدخلَ في الحديثِ عن الغوايةِ
هذهِ الدنيا على أثرٍ تنامُ
كما تقلّبَ نصّها في سيرةٍ أخرى
وكنتُ نسبتُها لحقيقةِ الأشياءِ
والأشياءُ في المعنى تقالُ ولا تقالُ.../،
وحنطةُ الخللِ المُكسَّرِ
إذ يشيِّبها المقالُ
وساعةٌ لفريضةِ الأحوالِ
إذ يُنشى المجالُ لغايةٍ أخرى هنا
في نصِّ ذاكرةٍ أعادتْ حيّة المسعى
إلى دولٍ مبرّأةٍ من الجوعِ
المُصفّحِ في النقيرِ

قلبي على ولدي
وقلبُ ابني على حجرٍ
وأحجاري مفتّتةٌ
وغِيضَ الشعرُ عنْ بئرٍ نميرِ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x