موجة في نهر


وتلكَ لياليَ كانت كما نشتهي
ثورةً لَمْ يضارعها غيرُنا
سماويّةً كالهجوم الجميلِ على الغيم
إذ نتسوّرُ آخر قوسٍ
فينسى خطانا البشرْ

وتلكَ لياليَ لَمّا نزعنا خطانا
أتى واضحاً سردُنا للحياةِ
الحياةِ التي كان فيها اختلاسٌ
لعينِ القمرْ
لنسكنَ في السّرِّ حبوَ التماس الندى
في عروقِ الزّهَرْ
ولكنّ شيئاً
صدى ما تعاورَ هذا الجمال
غدا مكفهرّاً
ليخلقَ فينا شتات الغجرْ
فمرّتْ عيونُ الغزال على شاهدينِ
الخيالِ
وبوح الحذرْ
لأعلمَ أنّي أضارعُ خمسينَ نفْيَاً
وما زلتُ غيباً
أراودُ بعثَ المطرْ

ألَمْ يفتح البابُ لي
أنْ أردّ الغريبَ
" الغريبَ المُسمّى حياتي"
إلى موجةٍ في نَهَرْ؟!
لأذكَرَ كيف رفعتُ لها مشتهايَ
وكأسي
ونفْسي
وأنزلتُ قلبي
على كلّ ما لَمْ أضارع
خوفَ احتباس الحياةِ
على سيرةٍ
في شررْ

سأغمضُ جفني
على راحةٍ في خيالِ الصّورْ!



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x