المشّاء


          -1-
وأعودُ إلى قرطبة الملكةْ
أبحثُ في شكلِ تأنّثها عن مائدةٍ
لَمْ يأنس شكل تخلّقها
صقرُ الليلْ
فيمدُّ يديهِ
ليعلمَ أنّ البحرَ بلا شبكةْ
ويمدُّ نعامة حيرتهِ تحت الرمل
فأعودُ إلى مسألةٍ
لَمْ أدفعْ ماءَ تحرُّرها
في سقف السّيلْ

          -2-
وخطفتُ شيئاً ما
هنالكَ كان يمشي
ثمّ كان هناكَ في المعنى صدأْ
لَمْ أشأْ
أنْ أوقظَ التاريخَ من صلواتهِ
ورأيتُ مملكةً سبأْ
فدخلتُ
قلتُ أدسُّ مفتاحي
وينهرني الخطأْ
وهنا تصيّدني النبأْ
فحشرتُ لوحَ السنديانِ
وقلتُ: يتبعني الملأْ

          -3-
القميصُ الذي كشف النارَ عنّي
وعنْ بابِ غرناطةَ
نفْسُ القميصِ الذي أبكاني
القميصُ الذي من حريرٍ ٍ
على بابِ سمرقندَ
نفْسُ القميصِ الذي في الجنوبِ
ونفْسُ القميصِ الذي في الشمالِ

          -4-
سيرتدُّ قيصرُ عن مُلكهِ
والندامى يفضُّونَ سامرَ أحلامِهم
ثمَّ يأتونَ حبل الغسيلِ
ويفتعلونَ النظرْ

سترتدُّ عبلةُ عن شوقها
ثمّ تأتي إلى خيمةٍ في السماءِ
لتمنحَ أحفادها ذات ضعفٍ مطرْ

سأرتدُّ عن آخرِ الشِّعرِ
أزرعُ في الفجرِ
شيئاً قريباً من السنديانْ
وأقرأ آية ملكي
بصيغة فعلٍ من الأمرِ
فوق المكانْ

          -5-
لي فضّةٌ بجوار العرش أذكُرُها
كانت قديماً تُسمّى لعبة الريحِ
منها اصطلاح يدي
والشأنُ ذاكرةٌ
ومن يديها رؤًى تختار تسبيحي
هذا إذا جُبِلتْ من نفْسِ عاشقةٍ
ورمّمتها ديوكٌ في تباريحي
كذلك البحرُ
إنْ أسدلتَ لي نفَقَاً
هذي المرايا ولَمْ تجنح لممدوحِ
فإنّ رحمَ يدي غيمٌ على سَعةٍ
ورحْم من أبرمتْ خلخالهُ روحي
هل تعرفون متى من لُجّةٍ
كشفتْ بلقيس غايتها
يا أمّة الشيحِ؟!




إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x