راغ الفراغ وأنساني تفاصيلي



راغ الفراغُ
وأنساني تفاصيلي
إذ كنتُ أبدعُ في ريِّ المناديلِ
ذاكرتُهُ ألَمَاً
إذ مرّ ملتحفاً
ريقي
وفي قلقٍ أطفأتُ قنديلي

لَمْ أشترطْ لغةً في الصمتِ، فانتزعتْ
أيائلُ الشّوكِ أصنامَ السراويلِ

وجَرَّبَتْها بلادٌ حين أحضرَها
دمعي
أصابتْ لهُ بيتَ التماثيلِ
فعزّزتني بنقْرِ الدّفِّ راقصةً
وعيّرتني بإيقاعِ المواويلِ
فجزتُ حدَّ شروقي، والتجأتُ سُدًى
وقلتُ للنارِ:
يا روحَ الرؤى غيلي
بكلِّ حِجْرٍ
وفيه الصابئونَ دُمًى
تمشي
ومن غيمةٍ أخرجتُ إكليلي

فاوضتُ نفسي
على ريِّ المناديلِ
فعللتني الرؤى حرْزاً على جيلي
لَمْ أشتعلْ
وأنا في سرِّ هاجرةٍ
كانتْ تقاضي يدي فوضى المناديلِ

عاودتُ ذِكْر سؤالي عن منازلها
فارتجَّ نبضُ دمي: يا رايتي قيلي
في ساحِ نرجسها
إنْ سُوِّرتْ دولٌ
أو قُوِّمتْ لغةٌ في القال والقيلِ

هذي بناياتُ عمري
طاف حارسُها
وهدهدتها غوايات الكشاكسلِ
حتى أفاض عليَّ الغيبَ طالعكمْ
وزلزلتني فصولٌ في التفاصيلِ
أما المدينةُ فالرؤيا تغالبُها ذاتُ المحبِّ
على مرعى الخلاخيلِ

قلبي شحيح دمٍ وشّحتُ دورتهُ
أن تنجلي، وترى سُكْرَ التفاعيلِ
إذ جئتما ويدي من قوس بارئها
شكراً أشاعتْ هنا سحرَ المناديلِ

شرّقتُ
أو لَمَزتْ نصفي عمامتُهُ
غرّبتُ لا نَقَشَ المثوى بهاليلي
لوّحتُ للنفْسِ
أنْ لا شيءَ يُعْجزني
إلا بكاءَ يدي في العرض
والطّولِ
أسفرتُ عن جلَدٍ وعداً لجاريةٍ
وقوّستْها الخطى في ثوب تأصيلي
حتى إذا نزلتْ في الأرضِ عمّدها
شعرٌ، وطافَ بها بوحُ الأباطيلِ
فعدتُ لي
وكثيرُ الماءِ مُكتنزٌ
في صُرّةِ الطينِ
يغوي فطنة الجيلِ
فقيل يحتاجُ دمعيْ ناي رقتهِ
ولا هواءُ يدي يحتاجُ تضليلي
لأنَّ شكّي دنا منْ رأس قامتهِ
ونامَ في حِجْرِهِ بابُ الأقاويلِ

أبطأتُ حينَ ربطتُ الشمسَ
أوقَفَها قلبي على دكّةٍ
غيّبْتُ شِرْعتها
وصنتُ حالي
وفرَّ العاشقونَ معي
فضجَّ بحرُ دليلِ الصمتِ
هل نزفتْ عيناهُ في نبعها توشيحَ تذليلي

وكانَ شرخَ الثرى صمتاً على سعةٍ...،
يرمي الحصى في برِّ قابيلِ
فقلتُ أهذي بروحي
والجنونُ معي
وسيرةُ القمحِ
والكينا
ومائدةٌ
جاورتُ فيها دعاءً غير معزولِ

أبديتُ لحظتها
شكّي على قمرٍ
فوزّعتني بلادٌ في شتاتِ رياحي
وهي خاملةٌ
وأخلفتني خلافاً في نسيجِ هوًى
يرعى مجاهيلي
فحزتُ من شاهدِ القبرِ القريبِ
خطاها إذ دنا جبلٌ
وقلتُ للنارِ هذا من تفاعيلي
فعاملتني بأنفاسٍ شمختُ لها
أعلى التلالِ
وفي أقصى المجاهيلِ
حتى إذا نقرتْ دفّي
حملتُ وشاياتِ التعاليلِ
ورحتُ أسعى
وأقري النفس حاجتها
كفّي
ومنْ عدمٍ أُغري الندى
بنشاطٍ غير مأهولِ

الله...
هل أذِنتْ روحي لفاقدها
أنْ يحتفي بالجفا
الله منْ قلقٍ غالبتُهُ فصفى
الله منْ ولدٍ ناءتْ بجملتهِ
أرضُ المرايا
وأثوابُ البهاليلِ
فهامَ في لغةٍ، الدّهرُ أفردها
وخلوةُ الصبرِ مفتاحُ الفرجْ
ولها _من صعدة الجسرِ_ فوجٌ
 من أبابيلِ

الله... من كلِمٍ
والخادعونَ صدى
والشعرُ آيتُهُ فوضى الذينَ أتوا
منْ سرعة الحرفِ
أو منْ طائرِ الجيلِ

لازمتُ أجداد بيتي
والهدوءُ طفا
وطاف حولِ كتابي جيشُ نازلةٍ
وفكَّ رمزَ وجودي غائبٌ وبدا
كالخمر في الكأس
لا في رأسِ مخذولِ
سيفي أرقّقهُ
هل حاجتي ولَهُ
الحبُّ يمضي وأولادي ضُحى كبدٍ
ناموا، فقلتُ لها: إنْ مرَّ بي أبدٌ
في صحنهم قيلي

سيفي
وإنْ ثقلتْ أغلالُ قريتنا
يبقى الغلالُ ظهاراً في التراتيلِ
لكنّهُ أبداً إنْ خفَّ طائرنا
يسعى لصقر دمٍ
أو يستوي بدداً في قاع مرحلةٍ
أو جبّةٍ
ولها يمشي النّهارُ بطيئاً في مراسيلي

كم لذتُ يا أبتي رهناً بداليةٍ
والعمرُ نامَ على سردِ التفاصيلِ؟!
فشيّعتني نهايات لأسقطها
من دفترِ المسكِ، أو من كأس معسولِ
لكنّها الريح أحفادي، وأدفنها
في تربةٍ نصفُها مرعى لمذهولِ

هل لذتُ يا أبتي؟!
رؤيا الحصى شَبَهٌ
في حقلِ أغنيةٍ
والحرُّ تحت جليدي غير مأمولِ
عذراً لِمَنْ قَدَحتْ في الشكلِ مرتبةً
أضحى التداني هنا إثماً لمغلولِ
غازلتُ حِرْفتها
عدّلتُ رحلتها
أطلقتُ سيرتها
أعملتُ جذوتها
ناقشتُ ثورتها
والضوءُ هجّرني ميلاً على ميلِ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x