حَجَلٌ يؤنّبني ويتبعني الكمان



حَجَلٌ يؤنّبني ويتبعني الكمانْ
ماذا فعلتَ بأوّل المشوارِ
كيف نسيتَ زينبَ في حقول القمحِ
كيف نسيتَ صفّكَ تحت قصف الطائراتِ
ورحتَ تبحث عن أمان؟!
قالت صديقتُهُ...،
وقد ملأ الستائرَ بالدخان:
ماذا فعلتَ بثوب زينبَ
كيف جئتَ هنا
وخلفكَ يشتهي عِنباً أخو زينبْ؟
وكيف تركتَ في جسد المخيمِ طائرينِ
يُدرِّبانِ الموتَ
كيف يذودُ هذا الموتُ
عن جسدٍ من الرُّمان؟! 
قالت صديقتُهُ...،
ومالتْ نحو أسمائي وأشيائي
تُرى من كَوَّرَ المعنى
وأنت الآنَ في سِفْرٍ من النسيان؟
وخشعتُ لا أدري
أنا ولدُ المنافي
كيف عمّدتُ الندى في زهرة الرُّمان؟

فقلتُ لجارتي: كُفِّي عن الهذيان
تصالحتْ مع زوجها
دخل الصغيرُ إلى الفراشِ
ونمتُ وحدي
كيف نمتُ
وكيف جئتُ
ومن سيدفعُ بالحقيقةِ في كتاب التُّرجمان؟
وخرجتُ
كان الطبُّ في الميزان
والشعرُ كان
والعنكبوتُ يُراسلُ المدنَ الغريقةَ
والصحافةُ تنشر الأخبار عن وطني
وعن بابِ القصيدةِ
عن ذهول السّهلِ
كُنّا ندفنُ المعنى
وكان وراءنا يمشي العجوزُ
يهبُّ من فزعٍ إذا لَمْ ننتظرْ أحداً
وكانت... لن أبوح برسمها
امرأةٌ تغازلُ حارساً
وتغافل السُّكان

ماذا دهاني؟!
قلتُ أكثرُ من حنيني للمخيمِ
كان يخدشُ في الضحى امرأةً
زجاجَ النملِ
توقيتَ الصّلاةِ
وكان في بيت الصّفيح دمٌ من البحر البسيطِ
وفي القصيدةِ كانتا
_ فوق الذي أسميتُهُ البحر الطويلَ _
غزالتان
بينا أنا وحدي
ومتهمٌ بموت السنديانِ
أفرُّ من ولَهٍ إلى شمسِ الحياةِ
و كيف أحميها
وقد نبسَ الطنينُ بهجرها؟
والآن !!!
ما أهونَ الكلماتِ في قاموسها
وغريبةً لَمّا يُزَوّجُ للخيالِ السنديان


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x