قصيدة ( عجايب) / أحمد الخطيب



مسودّة قصيدة في زمن " الحجر"
___________________

قصيدة ( عجايب)
***
أبدأ من ضلعٍ مُرتبكٍ
كان يميل إلى شرفتهِ في الفجر الكاذبْ
أبدأ من أنفاس الحرّاس
وهم يمضون، كسالى، نحو حرير النوم
ومن جبلٍ يتمخض عن لا شيء
وأبدأ من دمع " عَجايبْ"
***
كانت تتأنّثُ حين تراني في الفجر
أغازل مرآتي في الشرفات
ولي في المنزل شرفات لا يحصيها أحدٌ
حين أقوم من الرؤيا
وأنا بعدُ، كما قالت، لَمْ أشربْ بعدُ
حليبَ الناقةِ
أو لَمْ أعزفْ نوتتها
" وعجايبُ" تغزلُ حجرتها بحنين غاضبْ!
***
قالت سيجيء على الدنيا زمنٌ
فيه المغلوب هو الغالبْ
لَمْ أفهم أبعد من أنفي
وسريعاً عدتُ إلى الغرفةِ
فالليلُ وليدُ الوعي الكاذبْ
قلتُ، ومِنْ بعدُ، فَتَلْتُ الشاربْ!
***
بعد ثلاثين سنة
يتبعها خمسةُ أعوام
نَخَلتها أغنيةٌ الدانوبِ على الساحلِ
لَمْ ألتقم الطُعمَ ففي جسدي
للموتِ مذاهبْ!
من ووهانَ إلى روما
وبلاد الهندي الأحمر
والصومال، وما بقي من العالم
قالت هل تهزأ بي؟!
فابيضَّ المعدنُ في أوردة الرجل الهاربْ
***
لَمْ تفزع نملةُ حارتنا
من أن يحطمَها الناسُ أخيراً
فالناسُ نيامْ
لَمْ يفزع عصفورُ حديقتنا
حتى الأرنبُ هدهد أنفاس الريح
على العشبِ
ونامْ
لَمْ أتقصّد أن أرسم سيناريو الأيام
فالخوف حبيسُ البقالةِ
والفرّان
حبيس الصالون، ولَمْ أشعر
أن الشَّعرَ كثيفٌ
لكن " عجايبَ" كانت تفعل هذا بي
حين أحدثها عن حقل الألغام
وعن سور مدينتنا تغزلهُ عناكبْ
***
مرّت أعوام
ومباهج
لَمْ أنسأ لي بالرمل فصول الأحلام
ولَمْ ألمحَ نقطة ضوءٍ في البردِ
ولَم أنصبْ بعض فخاخ
للحبِّ، فهلْ من مُدَّكِر، كيف جَنَحْنا
للثلج الذائبْ!!
***
في زمن ما
الفئران حقولاً كانت لتجارب هذا الإنسان
و كان لها صولات في حقل العلم
قبيل تنسّم هذا الإنسان لرغبتهِ
في تدمير الذات
الفئران لها حقّان إذنْ
تحصين خلايانا من زلزلة الأعضاءِ
إذا انتشرتْ كيمياءُ الأمراضِ على إيقاع
الجسم الشاحبْ
والثاني ما أُنهك منها في مختبرات العلم
علينا أن نعترف بهذين الحقين
تقول " عجايب"
نحن بعصر الكورونا أصبحنا حقل تجاربْ
هل كنتُ أحاول أنْ أعتذر من التشبيهِ
أم المعنى تضبطهُ سلالتُنا
في تحديد هويتنا!!
قالت لي
وتقولُ " عجايبْ"! 

!

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x