ودخلتُ بيتي


ودخلتُ بيتي
ليس بيتي
إنما بيت العجوزِ وغربتي
فذهبتُ
أنسجُ صوف هذا الكبشِ خوفاً
من أزاميل الفشلْ
فتحرّزتْ خوفاً من الماضي
فقلتُ لها: أنا ولد الزمانِ
وليس في جيبي عِللْ

فعلُ المضارعِ ليس يلحَنُ بالذي سَرَد المكانَ
وغيّرَ الراوي
وليس لهُ بأن يمشي بعيداً في تقاليد النحاةِ
رأيتُ في الفعل المضارعِ طائراتٍ
تخرِقُ الصّوتَ
التزمتُ صديقتي
قال الغريبُ: دمٌ على قصدير بابي
ودمٌ على ثوبي
دمٌ خرَقَ الرسالةَ وانتهى
ودمٌ تلهّى بالتقاط الطيرِ من فخِّ النِّساءِ
دمٌ تجلّى في ترابي
ثمَّ قالت أمُّهُ: ولدي تخيّرَ بين منزلتينِ
أشواق المها
وأنا هنا سببٌ لأوّل حصّةِ في الطبِّ
 كان الجسمُ مُعتلاً من الدُّخانِ
فانفرط المكانُ على يدينِ غريبتين
وكان أمّلني البنفسجُ أنْ أصيرَ مُدافعاً
عن ثوب زينبَ
غير أنّي قد فقدتُ الصوتَ في المنفى
فألقى صاحبي بين الرّصاصِ حداءها
ليعودَ نُوّارُ الحدائقِ خلف هذا النهرِ أطرى
من يدين غريبتينِ
وكان هذا الشعرُ يدفعُ نحلها
ليضجَّ سُكّانُ البلادِ بآخر الأشعار
هل صلّى دمي
لينامَ متّكئاً عصا النارنجِ ينشُدُ وصْلَها؟!

نَحَتَ القريبُ روايةً
سقطَ الفتى في حُمرة الإغواءِ
لَمْ يشرب من القَدَحِ انكسار الطينِ
والقصّيب
لَمْ
لكنّه نحتَ الروايةَ كُلَّها
فتجمهرَ الموتى أمام الفندقِ المثقوب بالنسيانِ
خلف الريحِ
بين قصائدٍ مسلوبة الطيرانِ
فوق الطينِ مسحوباً من الدانوبِ
قلتُ: لعلَّها تأتي
فقد بلغ الكلامُ جزيرةً في البحر
واندفعَ الكلامُ إلى السّرابِ
ومات في حقل الكتابةِ
واندفعتُ من الفضاء إلى البكاءِ
وصُرتُ ألمحُ نخلَها
ما بين كأس الخمرِ والإغواءِ
قلتُ: لعلّها ورقاً يطيرُ إلى دمي
ودمي هنا في الفندق المثقوب بالنسيان
يغسلُ نسلَها


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x