أخرجُ بالسّلالة من فراغ الحبر


الحاضرونَ إليَّ مع عنّابهمِ
وردوا خيالي
وانتهوْا كغبارِ طائرةٍ سريعا      
قرؤوا كتاب مدينةِ السّهر الطويلِ
وعششوا في عشِّ ذاكرتي
وناموا
لي باعُ نخلٍ هزّني فذكرتُهُ في العاشقينَ
وقلتُ أبدأ من سلالتهِ
هنا كانوا يمدّونَ الحديقةَ بالمياهِ
وكنتُ أرقبهم خشوعا
فتفيَّئوا عينَ الفتى تحت الردى
ورأيتُ منبتهم دموعا
وعرجتُ خلف حِرابهمْ طفلاً رضيعا
حتى إذا ما زُلزلوا زلزالهم
وقفَ المشيبُ بخاطري
وأضأتُ من لدُنِ الهواءِ لهم شموعا
ونزعتُ عن كفِّ السلالةِ قوّة الماضي
لأدركَ أنّ روحَ الماءِ تدركهم جميعا

نامتْ ضباعٌ في الرّقاعِ
فقلتُ أخرجُ بالسلالةِ من فراغ الحبرِ
نحو تخافتِ الفوضى وأنهرها
أرشُّ على التصحُّرِ من دمي
ما يجعل المعنى ربيعا

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x