هنالك حيث أنا مُحتمل


بعيداً هنالكَ
حيث أخي سلّةٌ للبهاءِ 
وحيث الندامي يصلّون خلفي
وينسحبون تباعا
لأنّي خلطتُ الحلالَ حراما
رأيتُ دمي في الحديقة يسعى
فزوّجتهُ وردةً ذات نحلٍ
وكنتُ له في الصلاة إماما

وبعد الخروج من النفْس
حاول أن ينتمي للحياةِ
ولكنهُ بعد ليلٍ طويلٍ
تعالقَ مع ذاتهِ، وتسامى!

بعيداً هنالكَ
جيّشتُ نفْسي
تمورُ بأحفادها العابرينَ
إلى سندبادٍ يُسمّى غماما
وجيّشتُ فجراً طوى في الصلاة
هوية طفلينِ ناما على حظوةِ الذنبِ
قاما إلى شهوة القلبِ
حتى إذا نفرَ الموتُ من كأسهِ
سيق ماءُ الندى والخزامى!

بعيداً هنالكَ
حيث المُحبُّ إذا قام يوماً إلى نفسهِ
وتنامى إلى جبلٍ سيفُهُ قال: قُمْ
حلّ في أرضهِ، واستوى
واستقاما
فضاءُ يدي في الملاحةِ
قلبٌ
تأبط ليلاً
وغادر أشواقهُ باتجاه الحياةِ
ولَمْ يستعدْ من غبار النجاةِ
يداً
أو عظاما

هنالكَ حيث القصيدةُ
تأبى النزولَ على الأرض
لا تحتمي بالمكانِ
إذا صار بعد الغروب حطاما

هنالكَ
حيث أرى جارتي
ترتوي من رماد العذارى
وأقبض في حيرة الرأس شيباً
عسى أن أصوغَ لها في البيوتِ
مقاما

هنالك حيث أنا
لا أفرّط بالريح
إنْ ظاهرتني السنابلُ يوماً
ولا أحتوي غايةَ السندبادِ
إذا لَم يزرني
رؤىً أو حساما



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x