مفردات مائية

 

          -1-

هيَ البؤرةُ الآن

أوَّلُ ما يصفُ المرءُ للعينِ

وآخرُ من سوف يأتي

إلى حجراتِ المنايا

          -2-

كنتُ ليلاً

أبحُّ الصدى في دماي

كنتُ أذوي على ديدبان الزمان

وأمشطُ فجراً خطاي

بَيْدَ أني حفلتُ بنادلتينِ

وناي

ثمَّ أثقلتُ حِمْلي  

فكدتُ أجزُّ النجومَ من العنقِ

أُقصي ذئابَ البراري عن العشبِ

إلا عصاي

كان ملحي يفضُّ التكلُّسَ ليلاً

ويمضي إلى باحةٍ

لا يراها سواي

          -3-

بضجيج ما فعلتْهُ

بضجيجها المنحوت في المنفى

بضجيجها الحلبيِّ  

بالقوسِ المشتِّتِ

فالردى

برحيل وردتِها إلى الجدران

بنفيرِ عينيها

بلمح البرقِ يخدشُ هامة الرعيان

بضجيجها الرائي

مَشَتْ

حتّى تضارعَ مفردات الناي

          -4-

القيامةُ مدَّتْ أصابعها

فارتجفنا 

وذُبنا وحيدينِ في نزهة الآخرةْ

القيامةُ بعد هدير الشوارعِ

لفَّت ثوابتنا  

فانبطحنا على الأرض

لكنها الذاكرةْ

أطلقتْ صوتَها باتجاه الرنينْ

والقيامةُ حين الدويُّ الأكيدُ

يفرُّ إلى الميتينْ

تجرُّ الصدى من علائقهِ الخاسرة

          -5-

صفَّفتْ شعرَها مرتينْ

ثمَّ أرختْ ذبالتها

وانمحتْ في غدير اليدينْ

صفَّفتْ أمُّها شَعرها

وانحنتْ فوق ظهري

فارتجفنا قليلاً

قليلاً

وما خفَّ في الريح غيُر رذاذ اللجينْ

إنها رحلةُ القمح

والعشبِ

والنهرُ جارٍ بلا رافدينْ

ترجمانُ الأوائلِ حالَ انسحاب المطر

إنها بين حالين ترعى فصولي

وترعى علاماتها في النجومْ

إنها الشاهدُ المُبتلى بالصُّور

والحبوبُ التي رقَّمتْ جفنَها 

والهواءُ الذي غاب عن بابها

مرتينْ