حرير الممشى

حرير الممشى


        إلى محمد الخطيب


-1-
اعتدَّ الشاعر بالموسيقى
وأذابَ على شفة البحر خداج قصيدتهِ
وتناعف حبراً
وجنائزَ
لَمْ تكُ قبل رحيلي
موجبةً للموتْ

ذبتُ حضوراً في مرآةٍ
عكستْ لي لغةَ الوقتْ
أوسطها من كان على جُرْفٍ
من نار غرابتهِ

تلك منازلُ لا صائتَ فيها
غير نواة الحرفْ
أيّدني ذلك جبلٌ
قلتُ لهُ: العطرُ تعرّى في قارورة جفني
خدّرني باستحياءْ!

-2-
أيّتها الرجفةُ في نهاوند الرقص
تركتُ رعاة الصحراء على سعةِ الرّقصِ
ولكن الصَّبار تداعى عن حلقات الشّوكِ
وأهّلني معتداً بأهلة صفراءْ!
حالتهُ أنْ يرتدَّ نقيّاً دون مواربةٍ وينوء
لكنّي ذوّبتُ خطاهْ
وحذفتُ عنادلَ من عِنبٍ
تتهجّى قلّة موتي في معناهْ!
حالتهُ تلك
كماءٍ يُخلقُ من نحرِ صباهْ
تعلوها موسيقى ذائبةٌ

وجنائزُ في المقهى
تسترُ ما جبَّ من الحضرةِ
في ملكوتِ الجاهْ!

لا ينقطعُ الصوفيُّ عن المعنى
يعتدُّ بكوكبهِ في الليلِ
يخفِّفُ بالريح عماهْ!

-3-
لا غائمَ بالريح سواي
نشّفتُ قرابة بحرٍ
فارتدَّ اليابسُ مُنكسراً
في ظلّ النهاوند
نفّرني بالموقفِ شيخٌ متّهمٌ بالنرجس
فانقلبَ الناي!

-4-
نهاوند لوردٍ لا يذبلْ

لامرأةٍ تجتاز بكارتها
نهاوند لنافذةٍ تُخطىءُ أحياناً
حين تلامسُ شرفتها
نهاوند لكلّ الكلماتِ مناصفةً
ولكلّ قميصٍ في الجُبِّ تدلّى!

-5-
يشترك النصُّ بشيءٍ غامضْ
الغامضُ في سبكِ الملكوت على ريش الطاووس
الغامض في ليلٍ لا يجترُّ غمامتهُ
والغامضُ في النصِّ نباتٌ
يطلعُ من عِرْق السوسْ

قلتُ أحدِّدُ فضح علائق أخرى
وأنفّرُ ما حذف النصُّ من الأبيات
موسيقى في معمار الورد على الشرفات
موسيقى في قفصٍ مندثرٍ تحت الماءْ
موسيقى الجاز

وجنائزُ تصدعُ دون مواربةٍ
بخروج النصّ عن المألوفْ

الغامضُ في الموسيقى قافيةٌ
سُلِبتْ حقَّ ريادتها في شجر الأبنوسْ

بعد جواز الصورةِ في مرآة الوقتْ
عفَّرَ كلٌّ ناقتهُ
فاندهش الصمتْ

في حالتهِ قال الراوي
إنَّ الحجرَ الضيّق مستترٌ برهان النردْ
إذ تُنتهك الموسيقى في أكمام الوردْ!

في حالتهِ أيضاً
قال بأنّ مناخاً آخر في الموسيقى
يسقطُ من رُطَبٍ عمياءَ
ولا يسقطُ من أعلى سَعدْ!


المقال التالي دائرة المؤتلف

كُتب بواسطة:

0 Comments: