ريح إربد


ولي أشطح الآن
بعد انتظاري
وأرجز للموتِ أنْ خفَّ عني
لأنشرَ ما قد يشاءُ الندى
في السهولِ
فما عدتُ أسعى لإيقاف جرحي
سِوى أنَّ دربي غَدَا ناحلاً، فاتَّبعني
لأمحو عن الأرض بعضَ نحولي

أنا كنتُ أَلْحَنُ بالموتِ
حتى تروَّى المدى من حلولي
فيا ريح إربد مَهلاً
فلا كنتُ إنْ لَمْ أشُقَّ الترائبَ نحوي
وأقصد في الليل كأساً
يُرتِّلُ عنِّي السِّوى
ناقراً كلَّ أمرٍ طبولي
ويا ريح إربد إن جفَّ عزفي
فقولي
لِمَنْ كان مثلي يعاني:
أدر قلبها في الصباحِ
وبعثرْ مرايا الطفولةِ
شُدَّ الحصى
من أثير الطلولِ

أنا كنتُ فضَّاً على النفْسِ
شيخاً على الركبِ
لكنَّ موتي تهادى
فرمتُ النزولَ عن الصافنات الجيادِ
لأدخل وحدي رقيمَ الفصولِ

أعنّي قليلاً
ولو بعضَ وقتٍ
لأعرف أني سليل التآخي
وخذ ريحَ روحي
إذا بتُّ أشكو دخانَ السوادِ
فلي ألمحَ الله في كلِّ شيءٍ
لأبقى صبيَّاً
يُعطّرُ نصَّ مرايا الذهولِ


المقال السابق
المقال التالي

كُتب بواسطة:

0 Comments: