حالات باتجاه القصائد  إلى خالد أبو حمدية

حالات باتجاه القصائد إلى خالد أبو حمدية



1-   نقوش



دربي موحلةٌ
ويدايَ مقيدتان
وسواكَ الموتْ

الثوبُ الأبيضُ أنقى
أم قلبُ الشاعر

أيُّهما أوْلى بالسجن
الكاظمُ غيظَ البردِ، أمِ الشبّاك

لَمْ أعطش أبداً
لكنّي مندهشٌ
كيف أباري عطشي
قربَ النار


2-   حالة الماء



ينتكسُ الماءُ قليلاً
إذ يسبلُ جفنَ المجرى
أو يندهُ غزلانَ البرِّ
وينحرُ ظلَّ الشوقِ، ويمضي
في اللاجدوى
ينتكسُ الماءُ على مَجرى الجفنِ
ويكتبُ فوق الرملِ
أناشيدَ الفوضى
ينهرهُ الحائطُ
ثمَّ يقدرهُ
فإذا في الليلِ هو صقرٌ يسعى

قد أعطيناه مدادَ العمرِ 
وأيدناه بروح الشعرِ الأبهى
فأناخ الحِمْلَ على المرج الأعلى
والمرج الأعلى
قدَّرناهُ منازلَ في العرجون
كنْ مدخلَ للماء يكون
كنْ للكوةِ مثلَ جدار الكأسِ
وكنْ
        كنْ حبرَ النارِ
                 وكنْ فرسَ المعنى
ما حمَّلناه سوى الذكرى
وقليلاً ما كان يكون

وبشَّرناهُ من الغيمِ
بأنفاسٍ تتهجَّى ناصية المجرى
بشَّرناهُ
وعلَّمناهُ الآيات الأولى
كان الحبرُ ينقِّطُ في ذاكرة المرج الأعلى
والنارُ ترقُّ قليلاً
حين يلامسها الماءُ الأجلى
والمنزلُ كان رشيقاً
لَمّا أخذتهُ الريحُ
فصار مراحاً أبهى!

أيتها الريحُ
وما نطَّ من الأفق سوايَ
وما كنتُ على إيقاعِ خطايَ
بأعطاف التقوى
فانتبه الماءُ لأنثى المعنى
إذ كانتْ في العتمةِ تنجبُ مسألةَ المبنى
فانزاح قليلاً عبر الأرضِ إليَّ
ومدَّ عمامتَهُ
فارتجف القلبُ
وناحتْ شهبُ العتمة في أوردة المجرى
والليلُ ترنَّحَ تحت الناي
وما كان الماءُ بدون سريرتهِ
يسعى


المقال السابق
المقال التالي

كُتب بواسطة:

0 Comments: