باب  الخوابي

باب الخوابي


 


-1-
لنا بأسُ الحديدِ
غوايةُ الجبل البعيدِ
وحبُّ خيل الله
لنا شَبَه المُشبَّهِ
كأسُ هذا الشعر
مرآةُ الصلاة

-2-
دخلنا في شبيه الموتِ
لَمْ نعتدْ سكونَ الظلِّ في كأس الغوايةِ
لَمْ نكن كالشمسِ في باب الوضوحِ

وكان الظلُّ محتاراً
وعينُ الحبِّ في المرآةِ
تُسكِرُنا  

دخلنا مثلَ ناي الموتِ
أعْطبنا الحصى في البئر
هيّأنا المدى للنوم

دخلنا في المساء لغزل ثوبِ الأرجوان
على قميص الليلِ
كان الأربعاءُ مُتيَّماً
وإذا مشينا في الغناء أتمّنا العودُ المُكسَّرْ

دخلنا في الوجودِ من البطونِ
وكان ناي الشعر في حرم الحياةِ وجودَنا

دخلنا الشعرَ من بابِ الخوابي
والمساءُ يمرُّ في المعنى بلا حدٍّ

ونام الأرجوانُ على قميص الحبِّ
محترفاً حضوري

دخلنا وحْدنا في الموتِ
كانت لعبة الشطرنج تتَّسعُ اتِّساعاً
في الحياة

-3-
سرُّ الكلام
قديمهُ في لؤلؤٍ
مرَّ الزمانُ عليه في صفحاتهِ البيضاء
سرُّ انكسار الذاتِ في ميلانها الأبديِّ
سندانُ الخوابي
ولي ختمُ الندى
كأسُ النبيذ
وخاتمُ الحرس المشعَّث في المرايا
ولي فتحُ القلوب
على الخوابي
 
-4-
وَغَيَّبَا المقامُ على إناء الليلِ
كان الحبُّ أوّلَ من رأى سهماً
يذوِّبُ شهوة الماضي
ويفتتحُ الحديقةْ
وكانت زينبُ المرآة في المرآةِ
أوّلَ حجةٍ للطاعنين على الخيول
وزوَّجوها للغناء مع القصيدةِ
غير أنَّ الوزنَ
مرَّ على القوافي في الحقيقةْ!
   
-5-
وأدْلفُ في مجال النخلِ
أشطبُ ما تبقّى
ثمَّ أَنْحَلُ بالولوج إلى شبيهِ النحل
يرتدُّ المدى عتبا

دفنّا خَبْطها في الماء

أخطرْنا الجبالَ بسرّها
 أُمَمَاً مُكبَّلةً
وجئنا بالمقام من المنام
ولَمْ نرَ العربا

-6-
أنيبُ لها من الأسماء أجْمَلها
وإن قدِمتْ إلى الأخرى
يفيض الشوقُ من باب الطموحِ
هو الحبُّ الذي رشق الجنودَ
وهمْ من البلوى يسدّون المنايا بالفتوح
أنيبُ لها من الأسماء أجْمَلها
وأخطو
ثم أخطو
كائناً من كان في بلدي
كأني في سماء الشعر أخطو
ثم أخطو
والندى

كأسُ الندى
والأرضُ في ألق الوضوح
… تنمو المسيرة في القصيدةِ غيرَ عابئةٍ بريحي
كائناً من كان في بلدي
    وأنستني المرايا في الصبوح

-7-
رمتني خُلَّةُ المعنى وحيداً في الغيابِ
ودثرتني مرةً بالموتِ
لَمْ أدْعُ الرئامَ  إلى المسيرةِ
لَمْ أنَمْ
كان المظلَّلُ بالقصيدة غائباً في الوجدِ
أتبعني العنايةَ بالرحيل إلى المقامِ
ولَمْ يعلم بأنّ الصقر أشبعهُ اللممْ!

-8-
هنا في البيت مرآةٌ
وفي المرآة بابي

قدِمْنا للتراب مكبّلينَ
بما رأينا من نباتِ الشعر
في عين الترابِ
قدِمْنا مثلَ ماء الشعر في لحم الغرابِ
هنا وترٌ تخطى خلَّةَ المعنى            
وما جَنَحَ الغبارُ على كتابي

-9-
تعدَّينا حدودَ القول
كنا نرهقُ الخيلا
فيا عرافة المعنى أديري كأسنا المحمومَ
نوسِّعْ بيتنا من أجل إمرأةٍ
تعيد شبابنا فجراً فقدنا ظلّه في الماءِ
أسبغنا عليهِ عباءةً من فضةٍ في القلبِ
ها قلبي يُوسِّعُ  بيتنا
من غايةٍ أهْلا

هنا في البيت مرآةٌ

وإمرأةٌ من الشبّاك

تصطادُ الندى السهلا

هنا في البيتِ سكانٌ نيامٌ

لَمْ يغردْ بعدُ طيرُ النوم في أجفانهم

ولَمْ ترحل إلى لغتي القبائلُ

لَمْ أجدْ في عزمِها أملا.

           



المقال السابق
المقال التالي

كُتب بواسطة:

مقالات أخرى قد تهمّك

  • حارس الشعر         إلى عبد الله رضوان طاف بالكأسِ قال المُغنّي: إذا نوِّم ال…
  • أثر الرياح     مدنٌ مصغرةٌ هنا وهناك بابٌ للقصيدةِ في السماءْ مدنٌ مصغرةٌ أنا أرَّختُها بال…
  • عائلة الغناء        بينا أنا في البيتِ أكتبُ سيرة الشعراءِ مرَّ الفتى بالكأس قال رها…
  • تفاح المسافة    الأرضُ غابة ذكرياتٍ والمفاتيحُ الكثيرةُ فُرجةُ المنفيِّ في جسدِ المكان إلى ا…

0 Comments: