في زحمة الأسماءِ
جرَّدني النبيذُ من التذكُّرِ
ثمّ دوَّخني على بحرٍ من النسيانِ
شكَّلني على سنارة الحبِّ الجميلِ
ولَمْ أجدْ لقضائهِ عَزْما
في زحمة الأسماءِ دوّخني
وهرّبني إلى ما يشبه الماضي
وحين رجعتُ من سُكْري
وجدتُ لذنبهِ إثْما
كما أني وجدتُ لطينهِ حَزْما
في زحمة الأسماءِ
علّمني الحوارُ المرُّ
أن أجني من الصمتِ
الغريبِ
لحيرتي هَمّا
وعلّمني إذا ما خوّفَ الكلمات
من أوتارها
أن أشتري لقصيدتي اسما
وطفوتُ مثلَ البحرِ فوق الرملِ
ألقطُ من لغاتكِ سهوَ أيامي
ونصفُ حوافري في الأرضِ
لا أطفو على عشبٍ تمثّل حاضري رَسْما
وهنا أرى في حيرتي ذَمّا
وتغرقني
وترشفُ من نبيذ النحلِ فوق الجِلْدِ
إن حرّكتُها سُمّا
لأني مثل باقي الخلْقِ
لا أنسلُّ من جلدي
وإن صيغتْ مزاميرُ الثرى
من لحم قافيتي
برقتُ لجفنها غَيْمَا
كأني يا رعاني الشعرُ
لي من وردة في الكأسِ
تحت أثير مفردتي حوارٌ
يُسمعُ الصُّمّا
دعاني في القصيدةِ طائرٌ
ما كان كلّمني طوال الليلِ
إلا كي أرى في
ريشهِ الحُمّى
في زحمة الأسماءِ
لَمْ أنسَ الشموع الذائباتِ
ولَمْ أنلْ ما كنتُ أنسخُ
من جَمال الريحِ
غير مخدة الذكرى
وما نسختْ يداهُ من الجنونِ
سوى ذهابي في القصيدةِ
نحو جُرْمٍ طائرٍ
في سيرتي العظمى
سلاحي حَوزة الإيقاعِ
يُجْمِلُ ظلّه حَسْما
سلاحي حوزة المذياعِ
لَمْ أنسَ العذارى في غنائي
حين قطّعنَ الأناملَ تحت جمرِ الحبِّ
أو خِطْنَ الندى طُعْما
لأنّ الذاتَ والوردَ العصاميَّ الذي
يحتاجُهُ المعنى
يشكّلُ سيرة النُّعْمى
وكم أظمى
ولا يتقصّف الينبوعُ
من خصمٍ إذا سمّيْتُهُ خَصْما
ولا يتلمّس الرائي من الصحراءِ
ثغرَ غيابهِ نجماً
يضيء لدربهِ نجما
لهذا كلُّ ما في النفْسِ من نارٍ
يبيحُ لنفْسِهِ لَثْما
وكلُّ الموتِ في المنفى
يلوذُ بلحمنا هضما
كأني يا رعاني النحلُ
أرقبُ سيرةَ الغيّابِ بعد رحيلهم حُلْما
وأخطفُ من بريق العمرِ
_ تحت هدير مفردتي_
جَمالاً يحتوي قمراً
ويستدعي إذا شَمّسْتُهُ نَجْما
لأني مثل باقي الخلقِ
نسّقتُ السماءَ على السرائرِ
وانكفأتُ إلى الخطى
وعهدتُ للأحياءِ أن يتخيّروا
من قامتي وَشْما
لأني مع صلاةِ الشّعرِ
أكتبُ حاجتي الأسمى