ممارسة الركض ليلا




1- كنايةُ المَجاز



لا تلوحُ الكِنايةُ منها
ومِنْ رِفْقَةٍ في المَجاز الأخيرِ 
فَكُنْ حاضِراً تحتَ رَفَّةِ فستانِها
واسْتَدِرْ
ليس للرّيحِ أنْ تخدعَ المارقينَ
على شَجَرٍ في مساءِ الحديقةْ

إذا وازنتْكَ البداياتُ في أوَّلِ الحيِّ
لا تخلعِ البابَ
ليس لَهُ أنْ يَضُمَّ جناحَينِ مِنْ مَرْمَرٍ
فائضٍ باللجوءِ إليكَ
فَكُنْ حاضِراً بالرُّسومِ على جُبَّةِ الشِّيحِ
وانْشُرْ مراياكَ في وضْعِها الجانبيِّ
لِتَمْحُوَ سَرْدَ الخليقةْ

صَبِيَّاً سترجعُ حين تُغادرُ كهفَكَ
هذي نَوازلُ هذا الزَّمانِ
فحاولْ إذنْ أنْ تزورَ الجهاتِ جميعاً
لِتَلْحَقَ بي
وحاولْ مُمارسَةَ الرَّكضِ ليلاً
وحافظْ على وزنَكَ الخُلَّبيَّ
لِئلا تموتَ الحقيقةْ!


2- ظلٌ في لوحة



ليسَ بَريئاً مِنْ دَمِهِ
مِنْ رَقْدَتِهِ في الليلِ جوار المنزلِ
وهيَ تراقبُهُ عَنْ بُعدْ

ليسَ بَريئاً وهوَ يغافلُ سُكّانَ الحيِّ
لِيَنْهَرَ قِطَّاً
ويعودُ إلى البيتِ كَسيرَ جناحِ الرَّهْبَةِ
ليسَ بَريئاً يا هِندْ 
لكنَّ قميصَ المعنى كان لَصيق مرارتِهِ
عَيناهُ تلوذان بِما لا حَدَّ لَهُ
ويداهُ تُجيرانِ بكاءَ الأشجارِ
وتَنْفُقُ في لحظاتٍ
حين يعودُ بَريئاً مِنْ سَكْرَتِهِ

ويقاومُ عينَ الغُصْنِ ويمشي
وَيُشاكِسُ جارتَهُ وهيَ تمارسُ لعبتها
ليسَ لَهُ مِنْ غابرِ هذي الرؤيا
غير تَفَتُّحِ نَهْرَينِ صغيرينِ على فستانِ الأرضْ
أبداً لَمْ تشغلْهُ الدُّنيا
صَفَّدَ شيطانَ الأرضِ العَرجاءِ
وقامرَ بالنِّسيانْ
كان يُشاكِسُ بنتَ الجيرانْ
لَمْ تَصْنَعْ ليديهِ مناديلَ لِيَمْسَحَ جرأتَهُ
راح ينادي صاحِبَهُ السكرانْ:
خُذْ نِصْفَ قميصي
واتركْ لي في الممشى ما يجعلُني إنْسِيَّاً
أوْ وَلَداً بَرِيَّاً
أوْ ظِلاً في لوحةْ!

3- محاول للعودة



بلا اسْتِئذانَ
يدخُلُ ضَيْفُكَ الآتي مِنَ الكَهْفِ العَتيقِ
مَنازلَ الرؤيا
ويشهدُ عُرسَكَ القَرويْ

بلا اسْتِئذانَ يدخلُ
لا وراءَ
ولا أمامَ
ولا سلامَ، ولا عُريْ
لكنَّهُ يَبري حبوبَ القَمْحِ في ميدانِكَ العَرَبيْ
لِتصيرَ أرغفةً
وتهجع يا صَبيْ


4- كرنفالُ الماء




وكان يَحْضُرُ كرنفالَ الماءِ
يسألُ عَنْ لغاتِ النَّاسِ
لا تكفيهِ مُفردةُ عَنِ النَّسَقِ الأخيرِ لذاتِهِ
وكان لا يكفيهِ إنْ رَحَلوا إلى المعنى بِلادٌ
ثُمَّ لا تكفيهِ إمرأةٌ تعيشُ على خَرائبِهِ
وتسعى باتِّجاهِ لغاتِهِ

ما كان يكفيهِ خيامُ العابراتِ
إلى حُروبٍ
بعضُها منفى
وآخرُها الحُلولُ على هوًى يسعى
كَمُفْرَدَةٍ تبوحُ بمائِها في مُجْرياتِ قناتهِ
وكان يَحْضُرُ كرنفالَ الماءِ
يبحثُ عَنْ كلامٍ غيرِ ذي لغةٍ
ويعرفُها المَجازُ
وكان مَرْضِيَّاً ينامُ على جبينِ الشَّمسِ
لا يرضى مِنَ المعنى سِوى إلماعَتَيْنِ
حُضور أولادِ الشوارعِ
وانتقاء الرَّغْبَةِ الأولى
لِزَعْزَعَةِ النَّدى في حلقةِ التَّدريسِ
لا يَرضى سِوى إطْلالَتينِ لِشَمْسِهِ
هذا الْمُوَلَّهُ
والْمُعَلَّقُ في احْتِشادِ سُباتِهِ

وكان يَحْضُرُ كرنفالَ الماءِ
يغدو طافِحَاً
وحكايةٌ تَخْضَرُّ حين يُبارحُ المعنى
غوايتَهُ
وَسَرْدَ حياتِهِ

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x