سيناريو ناقِص




لأَنَّكَ تَفْردُ للرّيحِ
ما لا يُعادُ مِنَ الحَبْكَةِ الرَّاجِلَةْ
وكلَّ دهاليزِ هذي البلادِ التي لَمْ تنادي
عليكَ، سَيَظْهَرُ هذا الحوارُ
على غيمةٍ في سيناريو الخلاصِ
وصورتِها الآيِلَةْ!

سَيَظْهَرُ هذا الحوارُ غريباً
يراوحُ بين الدمارِ وغايتِهِ في اصْطِناعِ التَّقارُبِ
لحظةَ مَوْتَينِ
بيني وبينكْ!
لا بُدَّ أنْ أَتَخَلَّصَ مِنْ رَجْفَةٍ قاتلةْ
ولكنَّكَ الآن تمشي
إلى أنْ تَصُوغَ النِّهايةَ
هل تعرفُ الفَرْقَ بيني وبينكَ
بين الطفولةِ في حَدْس هذا الرَّصاصِ
وبينَ الخروجِ إلى السِّينما؟!
وهل تَعْرِفُ الأرضَ كيفَ تُوازنُ
بينَ الغَريبِ وبين الجنينِ الذي أطلقَ الصوتَ
في رَحْمِها
واسْتَعارَ لها مِنْ شرايينهِ
ما يَشي بالخُلودِ؟

الغَريبُ مُرورٌ تُحاصِرُهُ الذَّاكرةْ
والجنينُ احْترازُ التَّشَكُّلِ مِنْ لحظةِ الخَلْقِ
حتّى نُزول الحياةِ إلى كلِّ شيءٍ
وفي جُعْبَتي ثورةٌ أقْلَقَتْ مَضْجَعَكْ

تعالَ لِنَقْتَسِمَ الأمرَ في لحظةٍ
ثُمَّ نُنْهي الغُبارَ عَنِ الحُفرةِ الغافِلَةْ
أقولُ: إذا ما تَهَيَّأَ لي
أنْ أَفُوزَ بِشَرْطِ البقاءِ
فماذا عَسانيَ أَفْعَلُ غير انتباهي
إلى دَوْرةٍ في الحياةِ هُنا خامِلَةْ

سأركضُ نحوَ الترابِ لأَنْشُرَ روحي
على صَدْرها
وأنتَ سَتَدْفِنُ نَفْسَكَ في كلِّ أرضٍ
سَتَخْرُجُ مِنْ لغتي
باتّجاهِ البلادِ التي أَفْرَجَتْ عَنْ ولوغكَ بالدَّمِّ
سوفَ تعودُ
لأُظهِرَ آياتِ نَفْسي على كلِّ شِبْرٍ
حَنيناً إلى مرْجَلٍ العائِلَةْ

يقولُ: إذا ما تَهَيَّأَ لي
أنْ أُغَرِّدَ خارجَ هذا المقامِ
سأدفنُ رأسَكَ في كلِّ زاويةٍ هيَ لكْ
وسوفَ أعودُ لأبطشَ بالنَّاسِ
حتّى إذا ما اسْتَويتُ مَعَ الأرض وحدي
سأَخْلقُ لي مِنْ نُعاسِ الحُدودِ عَدُوَّاً جديداً
هوَ الآنَ يَصْمتُ
كان سَيَغْضَبُ لو أنني ما أَتَيْتُ على الرّيحِ
كي أقتلَكْ!!

لأنَّكَ تَفْردُ للقَهْرِ أسرارَهُ القاهِرةْ
أقولُ: لأنَّكَ سَوفَ تُحاولُ قَضْمَ السّنينِ
على غُرَّةٍ في ضَنَكْ
سأنجوَ وحدي مِنَ الحُفرةِ الآنَ
ثُمَّ أعودُ، ولي سُبُلي مَعْ تَشَكُّلِ هذا النَّباتِ وأخضرهِ
"وعلى شاعرٍ آخر
أنْ يُتابعَ هذا السيناريو إلى آخرهِ"*
________
*من قصيدة الشاعر الراحل محمود درويش " سيناريو جاهز"


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x