ميقات الثمر

ميقات الثمر


بعد رقص الضحى
مرَّ مرتجلاً مع عقال الرحى
عدَّني سربَ طيرٍ
على سفح شرفتنا الحالمةْ
عدَّني سربَ هذي الخيول
عدَّني سرَّهُ في الظهيرةْ
عدَّني بعد نأي الضحى  
وانتحى
هاتفاً بالمدى
أيها الفيضُ خذ سرَّنا وانطلقْ
ههنا البحرُ يكبو على ركبتيك
ههنا الشعرُ
والرحلةُ القادمةْ
ههنا الموتُ
هذا الذي يجتبيكَ من الصفرة الظالمةْ
ههنا كلُّ شيءٍ لديكْ

ويظلُّ له العشبُ والكلماتْ
سابحاً دون أن يرتمي الموتُ في جفنهِ
ويظلُّ له ما لديهِ
سروةُ الأرضِ والملكوتْ
بردةُ الشعر حين يتمُّ الصلاةْ
صافياً دون أن يحترقْ
باعثاً حبرهُ من رماد البيوتْ

هل يظلّ على باب هذا الكرى
عازفاً؟
غالباً
يأخذ الروحَ من جذعها
غالباً ما يقيم الكتابةَ للريح
يسهو على نجمةٍ في رموش اليتامى
غالباً يحتسي الشعرَ
يرفو بأرض الندى
سرَّ أسراره في عيون الخزامى
واقفاً
نازفاً
عازفاً
ذات أبوابهِ
أن يقيمَ على وجه هذي البسيطةِ
أحلامه للندامى

من هنا يدمغ الشعرَ بالعشبِ
والفرقُ عينُ الملأْ
من هنا مرَّ سيفي إلى قرطبةْ
من زجاجٍ عتيقٍ ترجَّل عن ميتةٍ مُرعبةْ
من هنا
والذي بيننا لوحةٌ من سرابِ الكلأْ

في غدير الضحى
سلسل العشبَ في الروح
ثمَّ انتحى
هل ذوى
حين قدَّتْ له القبراتُ قميصَ الفصول؟
أم تورَّد حرباً
وسلسل درباً
وحين تناسلَ
مرَّ خفيفاً
ليبعث فينا منازلَ هذي الخيول!!


المقال السابق
المقال التالي

كُتب بواسطة:

0 Comments: