1- نص
الغيم
عادةُ
الغيمِ أن لا يجيءَ بلا ثوبهِ
في
النزوع الذي يسبقُ العاصفةْ
عادةُ
الغيمِ أن يأخذ الروحَ
من
جذعها
ثمَّ
يمضي إليها
فتبقى
على صدرهِ واقفةْ
مثلما
العشبُ في قبضة الريحِ
والنهرُ
بين اتكاء الحصى
والشجرْ
مثلما
النارُ لَمّا يرفُّ من الغيم
خيطُ
المطرْ
أستردُّ
الندى
من
عيون الضجرْ!
أيها
النازحُ الآن من نجمةٍ في عروقي
كنْ
أنا
واحتمل
لوحةً نصفها الموتْ
كنْ
أنا
واحتمل
وجه من أبدعتهُ الصُّورْ
كنْ
أنا
واحتمل
بعضَ ما قد يطلُّ من الغيبِ
هيئ
لنا ثوبَ أغنيةٍ
سرُّها
بعضُ ما في الرصيفِ
وغيِّر
تراتيلَ أسوارنا الواجفةْ
وانتبهْ
أيها
الغيمُ يا صاحبي في المسيرةْ
أيها
الغيمُ حتى نسوقَ الرياحَ
إلى
تلَّةٍ نازفةْ
وانتبهْ
شكَّ
قِدْري بماءٍ
تظاهر
فيهِ الحصى بالنعاس
طائرٌ
عضَّهُ النأيُ
ثمَّ
استراحْ
وانتبهْ
كان
في مخدعي دأبُ تلك الحياة!
2-
نص اليباس
غيمةٌ
في يباس الجذوع التي
تنهرُ
الآن قمصانَها
غيمةٌ
ما لها غير أرضي
وغير
البكاءِ الجميل
غير
أني وجدتُ بها هدأة العاشقين
وإيقاعها
كنتُ
ألمحها تنتمي للأفقْ
لا
طُرُقْ
يكبرُ
النصُّ
يأتي
اليباسُ
وفي
كفِّهِ ما يشي بالأجاج
يتهجَّى
سرادقهُ الملحُ
في
بحره نائماً
ثمَّ
تأتي الحواسُ
وفي
ثوبها سرُّ من يتَّقي الآنَ
هذا
الحصى بالزجاج
يكبرُ
النصُّ
أهربُ
من فطنتي لحظةً
وأهشُّ
بها واقعي
ثمَّ
أدنو إليها مع السَّبْقِ
أُزجي
بها شارةً للعجوزْ
إنها
فرصةٌ للعجوزْ
كنتُ
ألمحها في دمي
كانت
الأرضُ تنوي الفرحْ
غير أنَّ الذي قد نسميهِ
قوسَ قزحْ
ماج
ثمَّ استوى
فوق عرش الرحيل.
3- نص الانتباه
طافحٌ
لحمُ هذي الأزقة بالزقزقةْ
بالردى
باليباس
بالخلود
الذي فوَّضَ القهرُ في أمرهِ
بعض
تلك الدمى
فانتبه
أيها
الكروانُ الذي فضَّ أحشاءه بيننا
إنها
طفلةٌ ما تناثر في ثوبها السيلُ
والموتُ
في خصرها ما انطوى
إنها
رجفةٌ في حواكير أترابنا المتعبينْ
إنها
شاتُنا حين نمسي بلا أرغفةْ
وطأةُ
النار حين تكوي الضلوعْ
وانتبه
باعنا
قبرُها حين نِمْنا
وظلَّتْ
خطاها تفرُّ من الحربِ
تُومىءُ
أنَّ اليباسَ أراجيحُ تلك الدمى
باعنا
قبرُها وانتمى
فانتشرنا
ولكن تيبَّسَ
في حلقنا ماؤها
فانتبهْ
قال
لي طائرٌ حين ماتْ
غبَّ
قطنُ الرحيل متاريسَ صمتي
وهيَّأَ
أضلاعه للحياةْ
4- نص المرايا
أيها
الغيمُ خذ سرَّنا وانطلقْ
نتَّفِقْ..
أننا
سروةُ الأرضِ والملكوتْ
وحدنا
القادرون على النبضِ
خلخلة
الشكلِ
والانزياح
الجميل
وحدنا
الموتُ يأتي إلينا
ويهجع
في خافق الشعرِ
والعمرِ
والمنتهى
أيها
الفيضُ من غيرُنا
يزرع
النبضَ بالعشب
في
قبضة النارِ
من
ينحني ليلمَّ الحصى
في
انفجار السكوتْ؟
فاضحاً
ما يزال الطريقْ
أيُّ
شيءٍ تُرى
يأخذ
النصَّ من جذعهِ
أيُّ
وجهٍ يقلِّبُ شكلَ المرايا
ويعكس
أحلامَهُ ف
ي
الحريقْ
أيها
الأصدقاء
وأرى
قرطبةْ
تنثرُ
الآن أشياءها باتِّجاهي
وأرى
الأتربةْ
ماؤها
سلسبيلْ
تحمل
الغيمَ صوبي
وتنبشُ
جرحَ الصِّبا
كي
تثير انتباهي
5- نص الرمل
يلكزُ
البحرُ أمواجَهُ باتجاهي
يتخطَّى
إلى دكة الغُسْلِ
يمضي
إلى بوحهِ ذات فوضى
ويرضى
ويلكز
أمواجهُ في مياهي
قال
لي حين ذُبنا سويَّاً
بتفاحةٍ
في عروق الشوارع
كانت
تلمُّ الحصى
كنْ
لنا بوحَ أسرارنا في رصيف الجنون
وإياك
أن تغرزَ الشمسَ في جفنها
بالرحيل
وإياك
أن تشحذَ الروحَ
في
ذمة العالقين بروض التباهي
قال
لي
فلماذا
إذنْ
سربلَ
العاملونَ المقاهي
لقلبٍ
تفرَّع عن شاردات الجباهِ؟
ولماذا
إذن
قوَّض
الراعفونَ القناديل
حين
اكتشفتُ اتجاهي؟
6- نص الكروان
أيها
الكروانْ
هل
يرى سائسُ الأرجوانْ؟
حين
نبتاعه ميِّتاً
في
خطاب الدُّمى
أيها
الكروانْ
بيننا
خطوتانْ
لنعيدَ
الفرحْ
فافتح
النارَ في مأتمي
سوف
يأتي المعزونَ دوني
ويأتي
الكسالى
وتُسبى
المراثي
تجيءُ
القطا بالخجلْ
ثمَّ
تمضي إلى ثوبها
أقترحْ
…
أن
تسوس الحصى
زهرتان.

0 Comments: