تَيَمُّم

 


مَسَحْتُ على جَوْرَبِ الأرضِ 

حتّى إذا أُثْقِلَ الماءُ

راحَ كما الضُّوء مثلي

إلى غيمةٍ هاطِلةْ!

مَسَحْتُ

كأنّي على غيرِ ما أَعْهَدُ الضُّوءَ يَنْمو

نُمُوَّ الرّياحِ على الثُّقْبِ

رُحْتُ إلى صُورةٍ ماثِلةْ!

أُعيدُ الحساباتِ نَبْضًا

وروحًا

وَأُوْلَدُ مثلَ الحمامِ على

جِسْرِ أحلامهِ المائِلةْ!

على الأرضِ ما يَنْفَعُ النَّاسَ

مِنْ حُجُبِ الخَيِّرِينَ

وإيقاعِ شَهْرِ النَّوازلِ في البردِ

واللاعبينَ بِجَدولِ هذي الحياةِ

إذا نُكِّسَتْ

أو تَعَلَّقَ في سَرْدِها

ما يشي بالغيابِ الطويلِ

الطويلِ إذا طالَ أو قَصُرتْ عَيْنُهُ

عَنْ نُزولِ الحِساباتِ شَهرًا فشَهرا

وأَدْرَكَ سُورَ أزمنةٍ ذاهِلة!!

 

على الأرضِ نَهرُ المَجاز الذي صارَ لي مَثَلًا

بانْتِقاءِ الضَّفائرِ مِنْ شَمْسِها

إذْ نَزَلْنا

ولَمْ نحتفلْ بالمدينةِ

وهيَ تَمُرُّ على جَوربِ الأرضِ ضُوءًا

وأفراسَ أغنيةٍ صاهِلَةْ!

 

صارَ لي أنْ أُبَدِّدَ

ما لا يُبَدَّدُ مِنْ كَهْرَمانِ الخُطى

ثم أعلو وحيدًا

وأعلو

لأرجَعَ ثانيةً للكؤوسِ التي ظَنَّها الغَيْمُ

سَلوى لكلِّ النِّساءِ

وسلوى لمهرتنا الناحِلةْ!

 

هُنا زَوْرَقٌ لا يُراهنُ

حين يرى ساحلَ الأرضِ يَمْتدُّ

منّي إلى غُرفةٍ لا أساسَ لها

أو حواضرَ تبدو

كأُحْجِيةٍ زائِلةْ

زَوْرَقٌ مِنْ عِظامِ الذين تَفَتَّقَ فيهمْ

دُمُ الزُّرْقَةِ الصَّاهلةْ!

 

رأوا في حدودِ القوانينِ رؤيا

وَحُوتًا

ويقطينَ

حتّى إذا ما دَنا وتدلى

وأَلْهَمَهُمْ صَبْرُهم بالسَّماءِ الأخيرةِ

قَبْلَ السَّماءِ التي في البيوتِ

تَنحّى إلى جُزُر الماءِ في الجنةِ الخاليةْ!!

 

هُنا زَوْرَقُ اللُّجةِ العاليةْ

يَقيسُ المسافةَ بينَ السَّماء التي في البيوتِ

وبينَ الغيومِ التي في الجِوارِ

ويقرأُ: كانَ النَّدى في الظَّهيرةِ روحًا

لأيامِنا في السِّباقِ

ومأوى العصافيرِ إذ تَفْرُشُ الأرضَ

ثُمَّ إذا دَبَّ في الأرضِ صقرُ المكانِ

وكادَ لها ما يَكِيدُ

تَوَلَّتْ خِماصًا على غيرِ جُوعٍ

وقالت لأفراخِها: لا تطيري

كذلك كان النَّدى بسطةً للغَرامِ

إذا ضَجَّ في مُقْلَتينِ سَماويَّتينِ

بَريقٌ مِنَ الآسِ

وانحازَ للأرجوانِ طويلًا

وقال لَهُ في الطِّباقِ جِناسٌ:

هُنا الأرضُ مأوى لكلِّ يَدٍ

لا تُضارِعُ غيمَ الفُؤادِ

وغيمَ الخطى في السَّريرِ

كذلك أدنو

ويدنو إذا ما رأى في اقْتِصارِ المسافةِ

جِسْرَا لأيامنا الباليةْ

 

هيَ الأرضُ

شِعْبٌ مِنَ الكائناتِ التي تَخْطُرُ الآنَ

في سَلَّةِ العابرينَ

بلا أيِّ وقْعٍ على عُشْبِ أسرارِها

ثُمَّ إنْ مُكِّنَتْ مِنْ صَلاةِ الحريرِ

على أوَّلِ النَّهْرِ تبكي

هُناكَ على أيِّ شيءٍ

وتخلَعُ فستانها، ثُمَّ تبكي

فأطرَحُ كأسي على نَبْعِها

بانتظارِ الذي صارَ يُدعى

على بَسْطةِ الأرضِ جَيْشًا مِنَ الزَّعفرانِ

وريحَ رؤىً جاليةْ!

هيَ الأرضُ تَنْقُصُ مِنْ حِضنِ أولادِها

في كمائنِ أَشْجارها المائلاتِ على اللامدارِ

وَتَعْصِفُ بالخَمْرِ في خُضْرِة الداليةْ

كمَيْلِ الجُنوحِ على أيِّ شيءٍ

تَميلُ النِّهاياتُ في كأسِ هذا الحنينِ

إلى الأرضِ

مَيْلَ القلوبِ

الجروحِ،

إذا ما اسْتَدَلَّ على العُشِّ طَيْرُ القصيدةِ

بعد انقضاءِ السَّفَرْجَلِ في عامِهِ مَرَّتَينِ

على بابِ جَنَّتِهِ الحانيةْ

وإذْ يَتَحَرَّزُ فيها دَمُ اللاجئينَ 

مَشاعًا لجنتهاالعاليةْ!!


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x