خبرٌ أخير

 

ولستُ أوّلهمْ

على باب القصيدةِ في مَدارِ البرزخِ المَشْغُولِ

بالمعنى المُطلِّ على الحياةِ

إذا اجْتَنَبْتُ مَجازَ صُوفيٍّ

أَتى مثلي على كفّينِ مِنْ ريشٍ

وتأويلِ صُدَفْ

ولستُ آخرهمْ

إذا نَهَرَتْ يدايَ الكونَ

أو قَبَضَتْ على رَفِّ الحَمامِ

وَهَلَّلَتْ للرّيشِ

كي يمضي إلى رؤيا الهوامشِ

والخزفْ

وأنا الذي غَسَلَتْهُ مُرضِعَةٌ على ريفِ الصَّحارى

ثُمَّ جَزَّتْ صُوفَها البَدويَّ

وانحازتْ إلى جسدي

ولَمْ تُنْجِزْ لِضيفِ الرّيحِ مِسْبَلةَ الصَّدفْ

أنا ريقُها في الليلِ

لاسْتِحْضار قافيةٍ أَخَفّْ

 

تمشي إلى أملٍ أخيرٍ

كي تُعارِضَ رقصة الجيرانِ

أو لِتُقيمَ زِنّارًا لِطِفْلَتها التي لَعِبَتْ معي

وَقْتًا غريبًا

لَمْ تَنَلْ مِنْ دَفَّةِ الرُّؤيا

سِوى ظِلَّين لي

قاما إلى حِجْري

حَيِيَّنِ

مَريضينِ

وَمْنساقينِ للجِسْرِ الذي تركتْهُ جاريتي

على بَحْرٍ قديمٍ قانعٍ بالموجِ

إذ يطفو على زَبَدِ الغُبارِ الرَّخْوِ

مَعْنيّينِ بالدَّرجِ الذي في أسْفَلِ الجَبَلِ العَقيم

وخلْفَهُ مُدُنُ البلادِ العارياتُ مِنَ التَّنَطُّعِ

واقتسامِ الضِّفتينِ على سَواءٍ

سَلَّني يَومًا على خَوفٍ

وبلّلني الصَّدى

فتركتْ إيقاعي على ناي

وَدَفّْ!!

 

لا تَنْحني لغتي

لِجيرانِ المَجازِ

تعلَّلتْ أمْ راحَ مولاها الأخيرُ

إلى منازلِ خَلْوةِ الأذكارِ

في المرعى يجادلهمْ على الأبوابِ

عَنْ سِرْدابِ حِكْمَتِنا

وعَنْ قَلَقِ القميصِ

وثورةِ النَّار التي قَصَفَتْ حُدودَ الشَّكِّ

في عِلْمِ اليقينِ

وعَنْ نخيلٍ بعدُ لَمْ يَنْضُجْ

وعَنْ لغتي التي لَمْ تَتَّصِلْ مثلي

بِمَولانا الذي مَلَكَ الأصابعَ

كلَّها ضُوءً

ولَمْ تَحْزِمْ بأَمْرِ النَّارِ في مَعنى أَشَفّْ

 

فَرَطَتْ غوياتَها بقلبي

فاخْتَزَلْتُ الطَّيرَ صَفًّا

بعدَ صَفْ

لِتَمُرَّ قافلتي إلى بَرٍّ رَحِيمٍ

ليسَ فيهِ تبادُلُ الأدوارِ

بينَ القِطِّ والفَأْرِ الذي خَدَشَ الحياءَ

وقامَ يهذي قُرْبَ نافذةِ الخَواءِ

أنا السُّلوكُ الأبجديُّ

لعَلَّني جَوَّابُ أَدْيِرَةٍ

ومَمْلُوكٌ لِمَوتِ الزَّنزلختِ

على جدار اليائسينَ البائسينَ،

الحالمينَ بِوَرْدَةٍ أخرى

وموجٍ حالِمٍ

وظلالِ سَقْفْ

أنا غايةٌ أُخرى لهذا العَزْفْ!!


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x