ليس من شأنها أن تمر الذئاب

 

-1-

ليس مِنْ شأنها أنْ تمرَّ الذئابُ

وأنْ تبتغي في المنازلِ لحمَ المرايا

فمائدةُ الأرضِ منصوبةٌ

للغبارِ الذي تحت كعب الخيولِ

للنهارِ الذي خلف ريح الفصولِ

للبذارِ الذي في السهولِ

للجرارِ التي قد تخالفُ هذي السيولِ

للقرارِ ومعناهُ في قرعِ هذي الطبولِ

للمدارِ الذي كان يسطعُ بالناشراتِ

حبالَ الغسيلِ

أثيروا، إذًا، شهوتينِ لموتِ الغزالِ

ومعراجِهِ

ليس شأن الغزال، إذًا، موتهُ

إنّما في الحديقةِ بعضُ وَرَمْ!

-2-

هذه بذرةُ الانحياز إلى سهلِنا

كان يمتدُّ مثل الأصيلِ

نحاولُ أن نُرشِدَ النّاس للماء

في تربةِ الثورة الصالحةْ!

بذرةٌ شذَّبتها عيون القصيدةِ

ألقت بها في نسيج الحياةِ

لتسكنَ أعلى السمواتِ

تُنبت غُصنينِ

غصنًا لنبض الحياةِ

أغاريدُهُ في الرؤى واضحةْ

ثُمَّ غصنًا لنرد الترادفِ في لعبةِ الليلة الجارحةْ

هذه بذرة الانحياز

لهذا خرجنا صفوفًا إلى السّهلِ

كنّا نُهرول مِنْ أول الكهفِ

حتى جحور الأفاعي

ونطلقُ أسماءَنا والصفاتِ الكثيرةَ

فوق الصخور التي في الكهوفِ

ونكتبُ شعرًا على صورةٍ

في اللحاءِ الذي أنّثتْهُ العشيقاتُ

حتّى إذا ما رأينَ الزمان الذي تحتهُ

قُلنَ لي: لا تكن ناثرًا في هبوب الحياة

وكن شاعرًا للحياةْ

ذلك الماءُ كان نقيًّا ومنتشيًا بالحياةْ

فانتصرنا لميقاتِنا في مساء الرّعاةْ

أذبنا الصخور على لحنِ أغنيةٍ صاغها

صاحبُ الأغنياتْ

وصرنا ندندنُ للسّهلِ في كلّ يومٍ

ونركضُ مثل الخيولِ

البلادُ، إذًا، مَهْرُها أنْ نزاول هذي التمارينَ

في كلّ يومٍ

ونخضعَ للعشقِ في كلّ يومْ!

-3-

سنقفزُ عن نار هذي التمارين في الليل

في الفجر

في ذروة الشمسِ

قال المُدرِّبُ: لا تتركوا في الممرِّ سياجًا

لهذا الزفيرِ

ففي الأرضِ ثمّةَ قلبٌ لنا

لم يذقْ طعمَ هذي الحياةِ

فخلّوا الشهيقَ بملء الصدور

يحاورُ أحلامَهُ في الطريقِ إلى عبوة الليل

حتى إذا ما تهالك جسمٌ نحيلٌ

وصار مريضا

رأى صورة الأرض محتلةً

والمباني مهدّمةً

والزروعَ مواتًا

ومذياعَ ليلى

خفيضًا أمام الألَمْ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x